خطبة الجمعة في جامع عقبة بن نافع أمس في القيروان على غير العادة. لان الخطيب هو الدكتور يوسف القرضاوي عضو المجلس العالمي للعلماء المسلمين الذي لم يصعد المنبر ولكنه كان كعادته معتدلا متوازنا في خطابه. ولم يتم تغيير توقيت صلاة الجمعة خلافا لما راج قبيل الزيارة التي أثارت جدلا بين امام جامع عقبة ومنافسين له على امامة الجامع. وحضر خطبة الجمعة الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة وعضو المجلس التأسيسي الحبيب اللوز. وقد ضاقت جنبات الجامع الكبير بالمصلين بشكل كبير اكبر من استقبالها في قاعة رادس. القرضاوي استهل الخطبة بتعداد فضل مدينة القيروان ودورها التاريخي في نشر الاسلام في ربوع المغرب وإفريقيا وفضل الثورة التونسية على بقية الثورات واعتبرها ملهمة لبقية الشعوب العربية لتنتفض على الظلم والمستبدين.
الجهاد والشريعة
وشدد القرضاوي على ان الاسلام لا يمثل تهديدا للعالم. و«الإسلام جاء رحمة للعالمين ولم ولن يكون يوما دين الارهاب والتشدد أو الانتقام». لكنه دعا الى نبذ التطرف والتشدد مؤكدا ان الجهاد في تونس يساوي اليوم نشر الاسلام والدعوة بالموعظة الحسنة. مؤكدا ان تطبيق الشريعة الاسلامية يحتاج الى تدرج في تطبيق الاحكام وعدم المغالاة واتباع منهج الاعتدال. ودعا الى التسامح ونبذ التفرقة واكد على ضرورة فعل الخير.
نحن معكم
وقال القرضاوي «نحن معكم وندعم الثورة التونسية» مشيرا الى من حضر معه من ضيوف من خارج تونس. وقد تم استقبال القرضاوي بشكل رسمي من قبل والي القيروان عبد المجيد لغوان في مقر الولاية وتم تداول الكلمة بين الحاضرين واكد القرضاوي انها المرة الثانية التي يزور فيها تونس. وأشار الى ان المرة الاولى كانت بمناسبة الاحتفاء بالقيروان عاصمة للثقافة الاسلامية وقال انه حينها لم يسمح له بالمشاركة ولا النشاط ولو بالتدخل وقال «انما اخذوا مني كلمات قطعوها وقال «قطعهم الله وذهب بهم كما ذهبوا بكلامي» وأضاف «الظالمون لابد ان يأخذهم الله».