رغم غياب أعوان الأمن لمدّة طويلة عن «الحامّة»، فإنّ المنطقة لم تشهد اضطرابات أمنيّة نظرا لطبيعة العلاقة التي تجمع السكّان.وقد غلب الهدوء على الحياة في «الحامّة». لكنّ جدّت في الأسبوع الماضي أحداث عنف وشغب كادت تؤدي إلى عواقب وخيمة.
أصل المشكلة خلاف بسيط بين شابين في إحدى مقاهي المدينة تحوّلا على إثره إلى مركز شرطة المكان الذي كان مغلقا في تلك اللحظة. وقد طلب منهما التحول إلى منطقة الشرطة الموجودة في معتمدية «المطوية» حيث تم نقلها إبان أحداث الثورة. وبعد ذلك،عاد كل منهما إلى مقر سكناه, ولكنّ النفوس لم تهدأ. وسرعان ما تطوّرت الأمور إلى مواجهات ليلية خلفت عديد الأضرار المادية تتمثل في تحطيم عدد من واجهات المحلات وصيدلية وموزع آلي لإحدى البنوك. وقد تحولت أعداد كبيرة من الأمن من قابس لفك هذا الاشتباك. ولحسن الحظ، لم يتطور إلى ما لا يحمد عقباه. وقد عزّزت هذه الحادثة الأليمة مطالب أهالي «الحامة» بتفعيل دور مركز الأمن العمومي،و إعادة تركيز منطقة الأمن العمومي بجميع فروعها واختصاصاتها بمدينة الحامة بعد ان وقعت نقلتها الى المطوية. وينادي كثير من أهالي الحامة بتركيز منطقة للحرس الوطني تساهم في معالجة الأوضاع الأمنيّة. وقد أصبح هذا الطلب ملحا نظرا لتعدد مثل هذه الأحداث المؤسفة والتي تبدو في ظاهرها بسيطة ولكنها قابلة للاستغلال من قبل أصحاب النفوس المريضة والذين لا يحبون خيرا لهذه المدينة المسالمة.
هذا وقد خلفت هذه الحادثة دهشة كبيرة لدى الجميع واستنكرتها كل مكونات المجتمع المدني بالحامة باعتبار أن سكّان المدينة طيبون ومسالمون بطبيعتهم كما تربط بين مختلف أنحاء المعتمدية وجهاتها علاقات وأسرية كبيرة لم تتفكك حتى في العهد البائد فما بالك بعد الثورة. وقد دعا أئمة الحامة خلال خطب الجمعة إلى نبذ مثل الأحداث ودعوا إلى تحكيم مصلحة الحامة العليا باعتبار حساسية هذه الفترة التي تحتاج فيها إلى رص الصفوف وتوحيد الأهداف من أجل نهضة هذه المدينة المناضلة دوما والمغضوب عليها إبان العهدين السابقين.