الأمطار الاخيرة التي تهاطلت بمنطقة الكريب بكميات متفاوتة اعادت للفلاح بسمته بعد أن كاد يفقدها في المدة الاخيرة جراء ارتفاع درجة الحرارة. هذه الحرارة كادت أن تأتي على بعض الزراعات السقوية مثل الجلبانة .
وبنزول هذه الكمية من الأمطار التي انعشت الحبوب وكل ما هو سقوي مثل الخضروات التي انطلق الفلاح في غراستها تعرضت مادة «الڤرط» الى عديد الأضرار بعد أن تم حصادها في المدة الأخيرة.
الأمطار الأخيرة أحيت النفوس واعادت الأمل للفلاح كما المواطن العادي لانه طرف مباشر ومعني بالصابة لان بوصولها سالمة ستنتعش الدورة الاقتصادية بالجهة وبكامل البلاد وان كان العكس لا قدّر الله فالكل في سفينة واحدة لذلك استبشر لها الفلاح متفائلا بصابة ميمونة وواعدة في جميع المجالات الفلاحية سواء بالزراعات السقوية أو بقطاع الحبوب فاما قطاع السقوي فان عديد الفلاحين وخاصة منهم الصغار الذين انطلقوا بزراعة القرعيات والخضر ويتأهبون لجني البطاطا استعادوا الامل مؤخرا لان الأمطار الأخيرة كفيلة لانعاش هذه المزروعات السقوية وتثبيت النبتة في جذورها كما ان لها صدى طيبا بالنسبة للاشجار المثمرة. أما الجلبانة وبعد أن مال بعضها الى الاصفرار لانها لا تحتمل اشعة الشمس سوف تستعيد لونها الطبيعي الأخضر وتستعيد عافيتها وثمنها بعد أن كانت مهددة بالذبول أن تواصل الطقس مشمسا.
أما الزراعات الكبرى والمعني بها الحبوب بانواعها فان بعض الفلاحين ممن تحدثوا الينا أكدوا لنا أن الأمطار وان كانت في بعض الاحيان مخلفة لبعض الأضرار إلاّ انها في المقابل ستساعد على اثراء المائدة المائية وستساهم في انماء المزروعات بأنواعها لذلك يضيفون بانه بعد نزول الغيث النافع في الأيام الفارطة فانها ستساعد على تثبيت السنبلة وتعطيها قوّة إضافية.
وإن كانت للامطار الأخيرة منافع في بعض القطاعات الفلاحية فانها في المقابل أضرت وأتلفت محاصيل صابة «القرط» التي كان الفلاح يأمل في جنيها سالمة لاسترجاع البعض من المصاريف التي قام بإنفاقها لكن تجري الرياح مسرعة بما لا يشتهي الفلاح لذلك تضررت محاصيل «القرط» قبل جمعة بالآلة الرابطة مما سيؤثر على سعره المتداول من 8د «للبالة» الواحدة إلى أقل من نصف ثمنها بعد أن أضرتها الأمطار.
وعموما فالغيث النافع الذي تهاطل مؤخرا كان له الوقع الايجابي لدى عامة الفلاحين بالرغم مما لحق بعضهم من اضرار في صابة «القرط» لأنها تبشر بصابة واعدة في الزراعات السقوية وحتى البعلية منها مما سيعود بالنفع على الفلاح وعلى المجموعة الوطنية وتساهم في ترجيح كفة الاسعار وخاصة منها الخضروات الى حجمها الطبيعي.