قلعة سنان هذه المدينة الحدودية جنوب ولاية الكاف، هي محطة للحافلات حيث تقضي 5 حافلات ليلتها هناك لأنه لا يوجد في طريقها مدينة أخرى لمواصلة رحلتها غير أن هذه المدينة المنسية تعرف غيابا تاما للتنمية رغم ثراء مواردها. الطريق الرئيسي الذي يقطع المدينة من جهة الشمال (تاجروين) إلى جهة الجنوب (القلعة الخصبة) يبدأ «بحي الانتحار» لينتهي «بدوار الشرّ» وهي تسميات غير مجانية فالتنمية مفقودة في هذه المدينة التي تعد تقريبا 16300 ساكن على مستوى المعتمدية وتقريبا 5600 ساكن على مستوى المنطقة البلدية كما تعد حوالي 800 حامل شهادة معطل عن العمل تستقبلهم يوميا 13 مقهى كما تعد 53 تاجر تفصيل أي أن معدل زبائن التاجر الواحد حوالي 105 زبونا .
موظفوها يعدون على أصابع اليد ويمثل أغلبهم أساتذة ومعلمين يعملون بالمعهد الثانوي ، المدرسة الإعدادية ومدارسها الابتدائية (15 مدرسة) أما البقية فبمركز البريد والبلدية والمعتمدية والفرع البنكي... بها معمل وحيد ومشاكله أكثر من عدد عماله حيث توالت قضاياه العدلية مع العمال ولم تجد بعد مخرجا...
المنجم الوحيد الذي كان يشغل عددا من العمال أغلق منذ 2006 وقد كان وقتها يشغل حوالي 100 عامل في حين كان في ما مضى وفي السبعينات خاصة يشغل ما بين 350 و400 عامل ومن أهم المواد الأولية التي ينتجها هذا المنجم هي الباروق، البلور، الزنك والرصاص وحسب إحصائيات ديوان المناجم مدخراته تبلغ الآن 5200000 طن ,وحسب آخر معدل لعدد العمال «100 عامل تقريبا » ومعدل الإنتاج «100000 طن سنويا سنة 2004» حيث توقف الإنتاج فالمخزون مازال يكفي 52 سنة عمل ، ويمثل المنجم الآن منطقة خربة والعديد من الأطراف متسببة في ذلك أما المنجم البديل «منجم الحميمة » فتسمع جعجعة ولا ترى طحينا .
مائدة يوغرطة هذا المعلم الطبيعي الفريد من نوعه والذي قد يخرج المنطقة كلها من الفقر إذا ما وقع توظيفه واستغلاله بطريقة ايجابية حيث يمكن أن يمثل منطقة سياحية كبرى نظرا لتفرد شكله وقربه من جبال المنطقة (عين عناق بوربعية..) وما تمثله هذه المنطقة الجبلية من مكان محبذ للسياح الغربيين خاصة للصيد حيث يكثر فيه الخنزير الوحشي ... لكن المسلك المؤدي اليها وعر جدا ولا يمكن المرور عبره إلا باستعمال السيارات رباعية الدفع رغم أن الأشغال قد انطلقت به منذ مدة لكنها تسير بخطى بطيئة جدا وفي نفس إطار المسالك الرديئة وبحكم وجود المدينة على الحدود مع الجزائر فالطريق الرابط بين المعبر الحدودي وادي العلق ومدينة قلعة سنان «حوالي 7 كلم» لا تسمح بمرور غير سيارة واحدة.
أما سد وادي سراط الذي كثر عنه الحديث منذ زمن فهولا يشغل غير نسبة قليلة من أبناء المنطقة «أقل من 2 % وينتظر الوقت الطويل حتى تستفيد منه المنطقة» .