نظم طلبة معهد الفنون والحرف رحلة استطلاعية لمنطقتي سيدي حمادة وعين بوسعدية الواقعتين على سفح جبلي السرج وزهيلة وبنيتها والمتاخمين لمعتمدية برقو من ولاية سليانة. وكانت هذه الرحلة فرصة لاستكشافات المخزون الطبيعي لولاية سليانة. الانطلاقة كانت من امام المعهد الاعلى لطلبة الفنون والحرف حيث تزودوا بزادهم وزوادهم وكل همهم اكتشاف تلك المنطقتين لما تتمتع به من موارد طبيعية تشد سحر الناظر.المنطقتان تتشابهان من حيث جمالية المنظرونفس الموارد الطبيعية وقد كانت منطقة عين بو سعدية المحطة الاولى في الرحلة التي كانت في ما مضى حكرا على اصحاب الجاه والنفوذ عين بوسعدية والتي تعود تسميتها الى ولي صالح سكن تلك المنطقة منذ زمن طويل تشد وتبهر كل من وطأت قدماه تلك الربوع فالخضرة تلف المكان والعيون والينابيع المائية متوفرة بشكل لافت وقد زادت الاشكال التضاريسية من المكان روعة وبهاء. وليس بالغريب ان يحولها المعمر الى منطقة ترفيهية. والملاحظ ان الانبهار لاح على جميع الطلبة فبالرغم من الاعياء الشديد الا انهم توغلوا في ثنايا تلك المنطقة ليكتشفوا المغاور والكهوف التي كانت في يوم ما مسكنا للانسان البدائي وضمن هذا السياق فقد ذكر لنا الشاب فتحي منظم الرحلة وابن تلك الجهة ان المنطقة المجاورة لجبل السرج يمكن ان تكون مناطق سياحية ومحطات استراحة لطالبي المغامرات واكد على ان الطلبة تندروا من تنظيم الرحلة اول الامر لكنهم اكتشفوا في المكان روعة وهو ما اكده الطالب محمد الخالدي ابن الجنوب التونسي الذي افاد انه لم يكن يتوقع جمالية هذه الربوع وعاب على الهياكل المعنية وحتى وسائل الاعلام التي لم تعط اي اهتمامات لمثل هذه المناطق...
الانبهار ظل ملازما لجميع الطلبة اثناء التحول الى منطقة سيدي حمادة والتي تعود كذلك تسميتها الى ولي صالح بالجهة ليتم استقبال الطلبة بالحفاوة المعهودة لأهل الريف ورغم كثرة العدد من الطلبة الا انه تم توفير الاكل قدر المستطاع ليشرع الجميع في اكتشاف خبايا تلك الجهة بالتنسيق مع فوج الكشافة بتلك المنطقة ورغم الخوف الذي ظهر على البعض الا انهم لم يكترثوا فقد واصلوا اكتشاف تلك المنطقة التي كانت تلفها الخضرة من كل مكان وقد علقت احدى الطالبات من تونس العاصمة بانها لم تكن تتصور روعة المكان بهذا الشكل حتى انها شبهت الغابة الممتدة على طول جبل السرج بغابات البرازيل او المناطق التي توجد على خط الاستواء. الرحلة تواصلت كامل اليوم وبحلول الظلام شرع الشاب فتحي في التحضيرات رغم رغبة الجميع في مواصلة كشف اغوار المنطقة..