يعانون يوميا من التنقل من وإلى مدينة عقارب التي باتت تستقطب عددا كبيرا من المتساكنين ..عقارب شهدت نموا عمرانيا واضحا ، والمنطقة الصناعية تحولت إلى قبلة للعمال ..مطلبهم الأساسي توفير النقل. تضم مدينة عقارب التي تقع على بعد 20 كلم غربي ولاية صفاقس أكثر من 40 ألف ساكن وقد شهدت في السنوات الاخيرة حركية عمرانية هامة واصبحت تستقطب السكان من الأرياف المحيطة بها بل وحتى من مناطق ومعتمديات مجاورة بل أحيانا من ولايات مجاورة بفضل ما وفرته المنطقة الصناعية الهامة التي تم تركيزها منذ سنوات من مواطن شغل وهي تشهد توسعا وتدعيما متواصلا.
وقد ساهمت هذه الحركية في نشأة احياء جديدة مثل تلك التي برزت في منطقة « لقرار» مثلا... وامتد مجال أحياء اخرى كحي الزيتونة وحي المنار (والذي يعرف بحي بن ابراهيم) وحي الشعاشعة ... وتم احداث مؤسسات تربوية ببعض هذه الاحياء مثل الاعدادية التي توجد بطريق منطقة «المحروقة» ومعهد جديد بمنطقة «السوالم»...
سكان هذه الأحياء يتذمرون من بعد المسافة التي تفصل أحياءهم عن محطات سيارات الاجرة «اللواج» وعن محطة الحافلات التي تربط منطقة عقارب بمدينة صفاقس ويستعملها جزء هام من سكان المدينة من العاملين والموظفين والتلاميذ والطلبة ... ويضطر العديد من متساكني أحياء عقارب مثل حي الشعاشعة وحي الخضراء وحي المنار ولقرار ومنطقة التراكة وخاصة حي الزيتونة.. الى قطع مسافة قد تصل الكيلومترين أوالثلاثة كيلومترات للوصول الى هذه المحطات ويضطر العديد من الاطار التربوي العامل بالمؤسسات التى تم تركيزها في المناطق الطرفية من المدينة وخاصة بمنطقة السوالم الى قطع المسافة التي تزيد عن 1.5 كلم مشيا على الاقدام وهم عرضة الى الامطار شتاء والحرارة صيفا .
كل هذه الأوضاع دفعت العديد من السكان الى التأكيد على الحاجة الملحة لبعض سيارات التاكسي خاصة وأنهم محرومون من خدمات سيارات النقل الريفي والتي غالبا ما يرفض أصحابها نقلهم باعتبارهم خارج مناطق خدمتهم .
«الشروق» التقت بعديد المتساكنين الذين عبروا لنا عن الإرهاق الشديد والمعاناة اليومية التي يكابدونها للوصول الى محطات الحافلات أو«اللواج» بعقارب،فالسيد سالم عباس وهواحد متساكنى حي الزيتونة أكد لنا انه يضطر يوميا إلى قطع مسافة تقارب الكيلومترين وعادة ما يكون محملا بما يحتاجه من لوازم منزلية فلا يكاد يبلغ منزله إلا بعد عناء كبير وهوحال العديد من جيرانه وأصدقائه، بل إن العديد من الأطراف التربوية عبروا بدورهم عن رغبتهم في توفر بعض سيارات التاكسي خاصة العاملين منهم بالمعهد الثانوي بمنطقة «السوالم» أوبإعدادية عقارب التي توجد بطريق « المحروقة». فلماذا لا تفكر الأطراف الفاعلة في المنطقة وخاصة النيابة الخصوصية لبلدية عقارب في التنسيق مع أصحاب القرار لانجاز مثل هذا المشروع وتقليص جزء من معاناة المواطن بعقارب؟
ان وجود سيارتين أوثلاث يبدو في الفترة الحالية كافيا وكذالك ضروريا لتيسير التنقل داخل المدينة وتشجيع السكان على الاستقرار بها بدل التفكير في النزوح نحومدينة صفاقس . والمساهمة أيضا في توفير بعض مناطق الشغل لأصحاب رخص السياقة دون أن تكون هناك منافسة لسيارات النقل الريفي أوسيارات «اللواج» أوحافلات النقل العمومي بل تساندها في هذا الدور.