اللغة العربية. اللغة الأم لكنها لا تجد حظوتها في ديارها. والأسباب في ذلك كثيرة منها ما يتعلق بالباث او المدرس ومنها ما يتعلق بالمتلقي أي المتعلم. فكيف يمكن رد الاعتبار إلى اللّغة العربية التي تمثل الهوية؟
«تعليم العربية وتعلَمها في المدرسة: التحدَيات والرهانات» هو شعار ندوة علمية تكوينية وطنية نظمتها التفقدية العامة للتربية بمدينة القيروان حضرها متفقدو مادة العربية للمدارس الإعدادية والمعاهد الثانوية. عديد المحاور والمحاضرات وزعت على عديد الجلسات العلمية.
تعزيز مكانة العربية
منصور الشتوى متفقد لغة عربية، بيَن أن هذه الندوة العلمية استثنائية وموسعة تنفتح على عديد الأطراف الجامعية ومراكز بحث ومنظمات على غرار المنظمة العربية للتربية والعلوم وبعض الجمعيات ذات الصلة. والهدف منها تشخيص واقع درس اللغة العربية في المدرسة والهدف الثاني تحسس مسالك تطوير هذا الدرس ولتعزيز مكانة العربية في المدرسة. وقال «ومن ثم فإن هذه الندوة ليست خاتمة لأنشطة وإنما هي فاتحة لنقاش موسع لورشات أشغال تستهدف تطوير المادة والإسهام في تطوير المنظومة التربوية».
كما أكد وجود وضع غير متوازن وخلل لساني واضح في كافة المجتمعات العربية ويظهر ذلك جليا في الهوة الواسعة بين المستوى الأول الشفوي أو ما يعبر عنه بالعامية والمستوى الثاني والأرقى أو ما يعبر عنه بالفصحى. ومن أسباب الإشكال في تقييمه أن أبناء اللغة العربية لا يستعملونها في تخاطبهم اليومي إضافة الى ظهور لغة الشبكات الاجتماعية وطرائق مستحدثة لكتابة العربية أو العامية بالحروف اللاتينية والسؤال الملح ماذا يمكن أن نفعل في المدرسة لتعزيز اللغة العربية في المجتمع؟ ومدى انفتاح المدرسة ومساهمتها في الرقي بالمجتمع لجعله يفتخر بلغته الأم؟
ترسيخ الهوية
هدى البحروني أستاذة عربية. مشاركة بمحاضرة حول المصالحة بين التلميذ والكتاب. أكدت أهمية مثل هذه الندوات والدورات التكوينية في إعادة النظر في واقعنا والمساعدة على إعادة ترسيخ لغتنا الأم في هويتنا الثقافية خاصة لدى الأجيال القادمة. كما أضافت أن التركيز على اللغة العربية في المدرسة هو المنطلق لتصحيح مسارها في المجتمع إذ لا يمكن التحدث عن إعادة الاعتبار للعربية في مجتمعنا بدون إعادة الاعتبار إلى العربية كمادة تدرس في المدارس والمعاهد.