كان من المقرر ان ينظم المخرج المسرحي نور الدين الورغي في غضون الايام القادمة، سلسلة من العروض المسرحية بعمله الاخير «حوافر السبول» في قاعة الفن الرابع بالعاصمة، ولكن المسؤول عن القاعة نصحه بتأجيل الموعد الى ما بعد كأس افريقيا لكرة القدم الذي ستدور فعالياته بداية من يوم غد السبت 24 جانفي. ويبدو ان كأس افريقيا من خلال ما يتردد في الساحة الثقافية وخصوصا السينمائية والمسرحية منذ ايام سيؤجل او قد اجّل فعلا العديد من المواعيد الثقافية والفنية. ارجاء العروض السينمائية ويتساءل الموزعون السينمائيون مثلا، كيف ان المخرجة السينمائية نادية الفاني غامرت بعرض فيلمها «بدوين هاكر» او «القرصان البدوي» في مثل هذا الظرف. ويقصدون كأس افريقيا لكرة القدم الذي سيشد اهتمام كل الناس تقريبا وبالتالي يشغل حتى جمهور السينما عن ارتياد القاعات. واذا كان للمخرجة نادية الفاني رأى مخالف بخصوص المسألة اذ ترى ان مقابلات كرة القدم يمكن ان تدفع غير المغرمين بالكرة الى البحث عن فضاءات اخرى للترفيه وبالتالي يذهبون الى قاعات السينما لمشاهدة فيلمها فإن اغلب الموزعين واصحاب القاعات قرروا ارجاء كل الافلام الجديدة الى ما بعد انتهاء كأس افريقيا... ومثال على ذلك فيلم عادل امام الجديد «التجربة الدنماركية» وفيلم ابراهيم باباي «الأوديسة» وفيلم محمد دمق «ولد الناس». وقد تدارس الموزعون وأصحاب القاعات مواعيد عرض هذه الافلام انطلاقا من كأس افريقيا ومدى تأثيرها على إقبال الجمهور. تأجيل العروض المسرحية وعلى الصعيد المسرحي خيّر المخرج نور الدين الورغي مثلا تأجيل سلسلة عروض عمله الاخير «حوافر السبول» في قاعة الفن الرابع بالعاصمة الى ما بعد كأس افريقيا، خشية عدم اقبال الجمهور في حالة تقديم العروض بالتوازي مع مقابلات هذه التظاهرة الكروية. وتكاد اجندة العروض المسرحية عموما على امتداد فعاليات كأس افريقيا تخلو من كل نشاط وخصوصا فيما يتعلق بانتاج الشركات والفرق الخاصة. الترفيه يحل محل التنشيط ويلاحظ مقابل هذه الخشية من كأس افريقيا بالنسبة للمسرحيين والسينمائيين، تحرّك كبير في مجال التنشيط الثقافي بمفهوم الترفيه كتنشيط المدن التي ستحتضن فعاليات الكأس الافريقية والساحات والفضاءات العمومية القريبة من الملاعب ومقرّات اقامة الوفود الرياضية.. وقد ظهرت في الغرض وكالات وشركات خاصة كثيرة تعمل في مجال التنشيط. كان من الأجدر وعموما سيتراجع النشاط الثقافي في البلاد على امتداد الايام القادمة وخصوصا على مستوى العروض المسرحية والسينمائية وحتى الموسيقية بسبب الانشغال بفعاليات كأس افريقيا.. وكأن من الاجدر استغلال هذه التظاهرة الكروية الافريقية لكشف الوجه الثقافي للبلاد وخصوصا للوفود الاجنبية لأن تونس ثقافة وحضارة وتاريخ.. وكان على المؤسسات الثقافية على الأقل، التفكير والاستعداد لهذه التظاهرة ببرمجة عروض ثقافية تكشف المخزون الثقافي للبلاد.