انطلق في ياسمين الحمامات المؤتمر الدولي الأول لتقنيات المعلومات والاتصالات الرقمية والتدريب (مؤتمر تيسات 2012) بتنظيم من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) والجمعية التونسية لعلوم التصرف وبمشاركة المعهد العالي للتصرف بتونس والعديد من المؤسسات الأخرى. وتواصل المؤتمر إلى 10 ماي الجاري باشراف الدكتور أبو يعرب المرزوقي المستشار لدى رئيس الحكومة ومشاركة الدكتور محمد العزيز بن عاشور ر.م.ع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم. وضم المؤتمر نخبة من الخبراء والباحثين المختصين من 20 دولة ومن أبرز محاوره الرئيسية التعليم والتدريب الإلكتروني والمناهج وتعزيز مجتمعات المعرفة والتعريف بمستجدات وآفاق التقنيات التعليمية الرقمية ودراسة ومناقشة استعمالات تلك التقنيات في مؤسسات ومراكز وإدارات التعليم والتدريب العربية وأكد الدكتور أبو يعرب المرزوقي على المهمة الثورية التي يؤديها مثل هذا المؤتمر في بناء الأقطار العربية وتوحيد الثقافات فيما بينها، وتحدث عن اضطرار البشرية في البداية إلى توريث الثقافة بما أنها كانت تعاني مشكلة مع تراثها وختم بالقول أنه بفضل هذه التقنيات وصلنا إلى تجاوز تخلف العرب عن الغرب إذ تمثل هذه التقنيات والاتصالات شرطا أساسيا لاصلاح التعليم والثقافة وانتاج مبدعين وليس تفريخ عاطلين وأكد الدكتور بن عاشور نجاح تونس في دمقرطة التعليم وتظافر الجهود بين الدول في برنامج مشترك لتحسين التعليم في الوطن العربي واعداد دليل ارشادي لكل المسؤولين الساهرين على البرامج التعليمية والجمع بين المحتويات والمضمون وبين التقنيات ومن جهته أشار أبو القاسم البدري رئيس المؤتمر ومدير منظمة الألكسو المكلف بالتربية والتعليم إلى أنه آن الأوان لاستعمال هذه التقنية، واعتبر تونس رائدة في هذا المجال وصرح أنه سيتم انتاج محرك بحث لتسريع البحث وتطرق الدكتور أحمد سالم من مصر في محاضرة إلى الرؤية الجديدة في التدريس واستعمال تقنيات الإتصال الحديثة في التعليم والتعلم كاستعمال شبكات التواصل الإجتماعي والخرائط الذهنية الإلكترونية والهواتف الذكية وغيرها من التقنيات وقد غلب الطابع النظري على الفترة الصباحية من المؤتمر في يومه الأول (إلقاء محاضرات) لكن الفترة المسائية جاءت تطبيقية عملية (دروس قصيرة وورشات عملية) نذكر منها استخدام تطبيقات «غوغل» في التعليم كمثال تطبيقي واستخدام مايكروسوفت أوفيس وغيرها من الأمثلة لكن رغم قيمة وأهمية هذا المؤتمر من الناحية المعرفية والنظرية والإرادة الصادقة في التقدم وتطوير المجتمعات العربية إلا أن السؤال المطروح هو ما مدى استجابة واقع تونس ما بعد الثورة إلى مثل هذه المشاريع في ظل ما تشهده البلاد ومؤسساتها من أزمة اقتصادية حادة وتفاقم لنسبة الفقر والبطالة إضافة إلى ما تعانيه المنظومة التربوية الحالية من مشاكل وصعوبات على المستوى البيداغوجي والمادي.