في اجتماع مؤتمر الألكسو حول معضلة تدني اللغة العربية:" المحافظة على هذه اللغة يعني المحافظة على الوجود والهوية" امتدادا لمشروع النهوض باللغة العربية لدخول مجتمع المعرفة الذي أقرته القمة العربية بدمشق العام الماضي، عقدت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) بمقرها الحالي بتونس العاصمة يوم الأربعاء 10 جوان الجاري اجتماعا وامتداد على ثلاثة أيام تدارست فيه ما أسمته " معضلة تدني تعليم اللغة العربية " والحلول الممكنة لمعالجتها في إطار استراتيجيات عربية مشتركة للنهوض بلغة الضاد. وقد عرف هذا الاجتماع حضور خبراء من تسع دول عربية (المغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر والسودان وسوريا الأردن والسعودية) الذين قاموا بمناقشة الحلول الكفيلة بالنهوض بمستوى تعليم اللغة العربية استنادا إلى وثيقة المشروع التي ركزت على "تحديث مناهج تعليم اللغة العربية واستخدام تقنية المعلومات والاتصالات، واعتماد مبدأ التعلم مدى الحياة، وتعريب العلوم والتقنيات وتوطينها مع الاهتمام بالبحوث اللغوية ذات البعد التقني، بخاصة مسألة المصطلحات والذخيرة اللغوية والمعاجم وطريقة استعمال اللغة العربية في تقنية المعلومات والاتصالات وتطبيقاتها في اللغة العربية والترجمة الآلية". وفي تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) ذكر المسؤول الإعلامي السيد عادل الأحمر لدى الألكسو أن هذا الاجتماع يأتي في إطار تنفيذ مشروع النهوض باللغة العربية لدخول مجتمع المعرفة الذي أقرته القمة العربية في دمشق. وأضاف المتحدث في السياق ذاته أنه "تم تقديم دراسة تناولت أسباب تدني مستوى تعليم اللغة العربية" مشيرا إلى أن محاور هذه الدراسة اقترحت العمل على وضع خطة تعنى بالتعاون بين الدول العربية في مجال تبادل الخبرات التدريسية في تخصصات اللغة العربية". إلى ذلك، يهدف المؤتمر الذي يأتي في سياقه الاجتماع المذكور إلى التوصل إلى اتفاق بين الخبراء العرب من أجل وضع خطة متكاملة لمساعدة الدول العربية على تطوير مناهج تعليم اللغة العربية وتعزيز حضورها على نطاق إقليمي ودولي واستثمار الشبكة المعلوماتية الانترنت ومختلف وسائل الاتصال والمعرفة الحديثين لضمان استمراريتها وفاعليتها انطلاقا من أن" المحافظة على هذه اللغة يعني المحافظة على الوجود والهوية". كما تناول المؤتمر الوسائل الممكنة للاستفادة من تجارب الدول العربية فيما بينها في هذا الحقل والاستراتيجيات التي اتبعتها في تدريس اللغة العربية إضافة للمناهج والبيداغوجيا المستعملة في مؤسسات تعليمها. وقد تطرق رئيس مجمع اللغة العربية في دمشق الدكتور محمود السيد للتجربة التونسية في تعليم اللغة العربية على اعتبار أن "كتب القواعد لتدريس اللغة العربية في تونس على سبيل المثال بنيت على التعليم المبرمج وهو الانتقال خطوة بخطوة بأداء محدد يتطور في ضوء ما تحقق من نتائج لدى الطالب المتلقي". على صعيد آخر، يرى خبراء في الشأن الثقافي أن استمرارية اللغة و مناعتها مرتبطان بظروف اقتصادية وسياسية واجتماعية.. ولا يمكن لها الحضور بفاعلية وندية على المحافل الدولية والإقليمية بمعزل عن الاستقرار السياسي والعلاقات الاقتصادية المتكاملة والمتوازنة مما يفترض على الدول العربية إيلاء أهمية أكثر للمجالين الاقتصادي والسياسي من أجل "مزيد إضفاء القوة والهيبة على اللغة العربية". من جانبه شدد أستاذ علم الاجتماع في الجامعة التونسية السيد محمود الذوادي على أن اللغة هي أم الرموز الثقافية والحديث عنها يختلف بين المغرب والمشرق العربي معتبرا أن "درجة التغلغل الأجنبي بلغته في بلدان المغرب العربي كانت أشد ولم تستطع عدة بلدان الفكاك من سيطرة المخلفات الاستعمارية". بدر السلام الطرابلسي-السياسية-وكالات