يعتبر الموقع الأثري «أميدرا» من أبرز المواقع الموجودة في الجمهورية التونسية نظرا الى الخصوصية التي يتمتع بها حيث كان في العهد الروماني ممرا للطريق الرابطة بين قرطاج وتبسة وقد أولاه الرومان الأهمية البالغة لكون حيدرة ذات موقع جغرافي متميز لكنه اليوم مهمل وفي حاجة إلى حماية.
خلف لنا الرومان مدينة أثرية تشهد على أهمية حيدرة غير أن هذه الأهمية فقدت بريقها في العقود الأخيرة نتيجة تجاهل السلطات المعنية للموقع الأثري العظيم والشاسع من حيث المساحة والجميل جدا من حيث الموقع وهوينتصب في مدخل المدينة الجنوبي شاهدا على حضارة عظيمة مرت من هناك فالموقع يحاذي واد دائم الجريان زاده جمالا على جمال ولكنه أصبح يهدده بالسقوط نظرا الى عملية السيلان الكبيرة التي تنساب منه تحت سور الموقع مما يهدده بالسقوط وهنا السلطات المعنية مطالبة بحماية الموقع من الانجراف عن طريق بناء حاجز حجري أواسمنتي يمنع تسرب الماء الى السور كما يشق الموقع الطريق المؤدي إلى مدينة حيدرة الحالية مما قسمه إلى جزأين وهذا يعتبر تعدّيا على التراث والآثار والمطلوب التفكير في تغيير هذا الجزء من الطريق الذي لا يتجاوز في الحقيقة نصف كيلومتر كما تمر السكة الحديدية داخل الموقع الأثري وهوأمر غريب أيضا والحاجة ملحة إلى تغيير هذا الجزء من السكة الحديدية ، كما يعاني الموقع الأثري بحيدرة الإهمال والنسيان نتيجة تغافل الادلاء السياحيين عنه وتجاهل وزارة السياحة له أيضا فكان من المفروض برمجته في المسلك السياحي الذي يتوقف عند مدينة سبيطلة ثم ينعرج في اتجاه الجنوب التونسي فاليوم بات من الأكيد برمجة كافة ولاية القصرين في هذا المسلك السياحي فزيارة الموقعين الأثريين «السليوم» بوسط مدينة القصرين و«أميدرا» بمدينة حيدرة أصبح حاجة ملحة لإخراج الجهة من العزلة المفروضة عليها في السابق وهذا يستوجب بطبيعة الحال تحسين حالة الطريق الرابطة بين القصرين وحيدرة.