سقطت الروح الرياضية بالضربة القاضية في نهاية الأسبوع بعد أن تحوّلت مباراة شبيبة قرمبالية ونادي جمّال في اطار بطولة القسم الشرفي لكرة اليد الى ساحة حرب مفتوحة ارتكبت فيها أعمال عنف فظيعة وسقط فيها عدد من الجرحى. «الشروق» تحدثت إلى مختلف الأطراف المعنية وخرجت بالتصريحات التالية.
ماذا قال الحكم محمد الصديق شوشان؟
تمكنا ظهر أمس من الاتصال بالحكم محمد الصديق شوشان الذي كلف بإدارة اللقاء رفقة أيمن الشمروخي فأفادنا بالتالي: «منذ دخولنا إلى أرضية قاعة قرمبالية لاحظنا توتر الأجواء ونتيجة لذلك أمرنا باغلاق أبواب القاعة والابقاء على 7 أشخاص فقط من الفريقين وقد فوجئنا صراحة بالاستفزازات الصادرة من أبناء قرمبالية بدءا برئيس النادي وصولا الى أصغر لاعب في الفريق ونتيجة الاحتقان الشديد على أرضية الميدان اضطرنا الى ايقاف المباراة وطلبنا تعزيز الحماية الأمنية، لكن التوتر ظل سيد الموقف قبل أن تزداد الأوضاع سوءا بعد ذلك فعلى إثر اصابة لاعب من قرمبالية وبينما كان يتلقى الاسعافات قام لاعب من قرمبالية بتوجيه شتائم لفريق جمال فأخرجنا له البطاقة الحمراء وعند مغادرته الملعب قام بحركات منافية للروح الرياضية رفقة لاعبين في فريقه ممّا زاد الوضع احتقانا وأجبرنا على ايقاف اللقاء نهائيا.
ما أن أعلمنا الفريقين بهذا القرار حتى اندفع لاعبو قرمبالية للاعتداء على لاعبي جمال وحصلت أعمال عنف وشغب شديدين مما تسبب في اصابات خطيرة جدا. لقد عشنا أوقاتا عصيبة صراحة وبقينا لوقت طويل في حجرات الملابس الى أن تدخلت القوات الأمنية وقامت باجلائنا الى منطقة الأمن بقرمبالية. عموما سوف نرفع تقريرا الى الرابطة لتقرر ما تراه مناسبا.
رئيس جمّال يتحدث عن فيلم رعب
تحدثنا كذلك أمس الى رئيس نادي جمّال مجدي بن قايدة وقد أمدنا بالتصريح التالي: «ما تعرضنا له من عنف في قرمبالية سيبقى وصمة عار في تاريخ الرياضة التونسية وسيطلخ بالعار أيضا شرف كل الأطراف المتورطة فيه... عشنا شريطا مرعبا، شارك فيه لاعبو ومسؤولو قرمبالية اضافة الى جهات أخرى تآمرت للاعتداء علينا بشكل فظيع ولولا اتصالاتنا ببعض الجهات وتعويلنا على علاقاتنا الشخصية في عدّة مستويات لسقط عدد من الضحايا ولتحولت هذه المباراة الى نكبة وطنية.
لقد خرج فريقنا بعدّة اصابات إثر الاعتداءات الممنهجة التي تعرض وقد تمثلت في كسور في اليد والرجل والركبة (3 لاعبين) وخلع في الكتف (مسؤول) كما تعرض مدرب الفريق واللاعب الدولي السابق سامي بن حمد الى الاعتداء بواسطة «مادرية» لا نعلم من أين أدخلوها والمؤسف أن معتمد قرمبالية وجد الجرأة ليتكلم عن إصابة 4 لاعبين من الفريق المحلي ولاعبين من جمّال... حسبنا اللّه ونعم الوكيل... أريد أن أشير أخيرا الى سرقة كل الهواتف النقالة للفريق اضافة الى الأموال والحقائب الرياضية وإلى كون فريق جمّال سينسحب نهائيا وسيترك الرياضة لأهلها. فما حدث تجاوز كل الخطوط الحمراء وفاق التحمل».
في اتصال هاتفي مع «الشروق» نفى رئيس شبيبة قرمبالية جملة وتفصيلا ما جاء على لسان فريق جمال. وقال السيد نورالدين البرقي ل«الشروق»: «الحقيقة أن لاعبي جمال هم المتسببون في الأحداث التي وقعت. فقد تميّزوا بالتوتر الشديد منذ بداية اللقاء ولم يترددوا في استفزاز لاعبي فريقي وهو ما نبهت إليه مسؤولي الفريق المنافس بين الشوطين، لكن الاستفزاز تواصل خلال الشوط الثاني.
صراحة لم نفهم لماذا قاموا بذلك فجمال كانت قد ضمنت الصعود قبل مواجهة فريقنا وحتى ما قيل لنا عن رغبة لاعبيها في الاحتفاظ بالصدارة فهو لا يبرر تلك الاستفزازات.
نحن نحمل المسؤولية كاملة في أحداث العنف لفريق جمال فقد قام لاعبوها عن عمد بكسر أرجل «الأبناك» واستعمال الكراسي للاعتداء بالعنف على لاعبينا خلال العشرة دقائق الأخيرة للقاء وبعد اعلان الحكم عن ايقاف المباراة نتيجة توتر الأجواء.
لقد لاحظنا أن لاعبي المنافس قد جلبوا معهم قنابل الغاز ووظفوها في اعتداءاتهم كما استعملوا مقصا طبيا وحطموا الحائط بقارورة اطفاء الحرائق للحصول على قطع من الياجور للاعتداء بها على لاعبي قرمبالية. لقد تعرض عدد من لاعبي قرمبالية الى اصابات متفاوتة الخطورة وقد وثقنا ما حدث وسندافع عن أنفسنا».
الأمن يتحدث عن تبادل للعنف
رغم خطورة أعمال العنف التي حصلت والتي فرضت طلب تعزيزات اضافية فإن المصالح الأمنية بقرمبالية أشارت الى تبادل للعنف على أرضية الميدان بين لاعبي الفريقين باستعمال «الكراسي» و«الأبناك» الموجودة في القاعة وهو ما أسفر عن جرح 3 أشخاص من الفريقين. المصادر الأمنية تحدثت أيضا عن إلقاء الحجارة من خارج القاعة من قبل بعض المتساكنين وعن نجاح الأمن من فرض الهدوء.
رئيس الجامعة والعقوبات الصارمة
في تصريح ل«الشروق» ظهر أمس أكد رئيس الجامعة كريم الهلالي أن الرابطة ستجتمع يوم الثلاثاء للنظر في تقارير الحكام واستيفاء كل المعطيات المرتبطة بهذه المباراة والتوجه هو تسليط عقوبات صارمة جدا على المتورطين ستكون أشبه برسالة قوية لكل الأطراف التي تتصور أنه يمكن انتهاك الروح الرياضية والافلات من العقاب.