هن نسوة قسا عليهن الزمان وجمعتهن مآسي ومحن فلم يجدن من الحلول غير التجلد بالصبر ومواساة أنفسهن بالتفاؤل بمستقبل آت قد يكون أفضل مما مضى الطبيعة شردتهن والظروف القاسية الفت بين قلوبهن فتعاهدن على تحمل نوائب الدهر. منازلهن هدمتها الرياح والثلوج ففررن من موت محدق وبرد قارس وزمهرير شديد تاركات ديارا كانت لهن أحب شيء طالت إقامتهن وتضاءلت أمالهن فأصبحن يبحثن عن بصيص من الأمل.
تقول السيدة مسعودة بنت طرشون الجديدي من منطقة عين البيضاء سيدي عبد الله لي أكثر من شهرين وأنا مشردة اقطن بصفة وقتية بدار الشباب بعين دراهم بعدما ضرب انزلاق ارضي المنطقة فسقطت شجرة على منزلي وهدمته وأصبحت بلا مأوى.
أما السيدة مهرية كحلاوي من منطقة سيدي محمد تصدع منزلها وأصبح آيلا إلى السقوط في كل لحظة ولها ابنان صغيران مقيمة بدار الشباب منذ أكثر من 3 اشهر تقول لقد تقلصت مقادير الأطعمة التي تسند الينا وأصبحنا نعاني الجوع وخاصة ابنتي الصغيرة التي تحتاج إلى التغذية وليس لي مالا حتي اشتري لها ولو بعض علب «الياغرط» فزوجي عاجز عن العمل منذ تعرضه لحادث وقد طال انتظارنا فهل من حل ينقذنا مما نحن فيه؟
من جهتها قالت السيدة قمره معيزي من بحيرة الزيتونة لقد وقع إعلامنا بمغادرة دار الشباب ومنزلي تهدم ولي خمسة أبناء وزوجي عاطل عن العمل ما يزال يقيم رفقة ابنتي في بحيرة الزيتونة لدى أهل البر والإحسان وأنا وبقية أبنائي نعيش مشردين وننتظر حلا طال تحقيقه فنحن هنا نعاني من الجوع والخصاصة وسوء التغذية.
أما السيدة علية العرفاوي من منطقة ببوش والسيدة خدوجة عرفاوي من منطقة العراوفية من عمادة العطاطفة فلم تكونا أحسن حال من غيرهن فهن يعشن نفس الظروف ويأملن في نفس الحلول بعدما شردتهن قسوة الطبيعية أما الأرملة زهرة العرفاوي من حي الازدهار بعين دراهم فلم تكن أفضل من الاخريات فهي تعاني الفقر والخصاصة والحرمان وتعمل وفق الالية 16 أملها الوحيد تحسين مستوى عيشها وخروجها من بوتقة الفقر والحرمان كلهن نساء حائرات يبحثن عن حلول ويناشدن السيد والي الجهة بالتدخل العاجل حتى تتحسن ظروفهن وينتشلن من التشرد والحرمان.