منذ أن تمّ الاعلان عن التخلي عن المدير العام للقطب الصناعي والتكنولوجي بالقصرين عبد القادر اللباوي وتعويضه بالكاتب العام الجهوي لحركة النهضة بالجهة توترت الأجواء في القصرين حيث رفض عدد كبير من أبناء الجهة هذا التغيير واعتبروه من ممارسات النظام السابق. وقد صدر بيان من عدد كبير من المنظمات والجمعيات بالقصرين استنكرت هذا القرار من قبل الحكومة محتواه كالآتي «هذا التعيين جاء على أساس انتماء الى الحزب الحاكم وهذا السلوك يُذكرنا بممارسات التجمع الدستوري الديمقراطي ونرفض أي تعيين مماثل بالجهة.
ونذكر أن هذا التعيين جاء في الوقت الذي انتظرنا فيه تغيير رموز الفساد والولاء لقتلة أبنائنا، كما نحمّل سلطة الاشراف تبعات تنفيذ هذا القرار». وعن الأسباب الحقيقية للاستغناء عن السيد عبد القادر اللباوي كان لنا معه لقاء في مكتبه في الاتحاد التونسي للمرفق العام وحياد الادارة الذي يشغل خطة رئيسه، فكان صريحا وواضحا.
لقد تمّ استبعادك من منصبك كمدير عام للقطب الصناعي والتكنولوجي بالقصرين لعدم كفاءتك على حدّ تصريحات وزير الصناعة؟
نعم لقد سمعت تصريحاته واستغربت منها وصدمتني لأنها غير صحيحة ولا تمتّ للواقع بصلة، فمنذ أن توليت هذا المنصب فتحت الأبواب الموصدة أمام شباب القصرين، وشجعت المستثمرين الشباب لبعث مشاريع بالجهة، واتصلت بعدد كبير من رجال الأعمال لدعوتهم للاستثمار هنا، فأين كان وزير الصناعة أنذاك؟ وكل الوثائق التي أمامي تدل على أني كنت «الرجل المناسب في المكان المناسب».
إذًا كيف تفسّر تصريحات الوزير؟
أقول لوزير الصناعة «إما أنك لا تعرف جيدا ما قمت به من أجل هذه الجهة أو أنك غير متابع لأخبار القصرين وما قدمته للقصرين لا أنتظر من خلاله اعترافا حكوميا به فحب واحترام الشباب لشخصي أهم من اعتراف وزاري به.
كيف تفسّر تعويضك بكاتب عام جهوي لحركة النهضة بالقصرين؟
باختصار «إن لم تكن نهضاويا لا تستطيع أن تكون مديرا» وهذا يذكرني بما حصل في العهد السابق، والتاريخ يعيد نفسه.
وبعد هذا القرار الحكومي، ماذا ستفعل الآن خاصة أنك إداري ويجب أن تمتثل لقرارات سلطة الإشراف؟
نعم كإداري قد أمتثل لهذا القرار الظالم ولكن كنقابي وحقوقي ورئيس الاتحاد التونسي للمرفق العمومي وحياد الادارة لن أخضع لمثل هذه الممارسات البائدة وربما حركة النهضة لم تر فيّ الشخص المناسب لأخدم مصالحها بالجهة. ولكن هذا لن يثنيني عن الدفاع عن أهالي القصرين الذين دفعوا بأبنائهم الى الموت وروت دماؤهم التراب لنعيش معنى الحرية والكرامة الذين حرمنا منهما عقودا من الزمن.
انتفض مجدّدا أبناء القصرين من أجلك.. هل تعتبر ذلك نجاحا لك وهدفا ضد الحكومة؟
بالنسبة إليّ هو نجاح واعتراف بأني كنت مديرا ناجحا وانتفاضتهم من أجلي جعلتني أتمسّك بالدفاع عنهم ولن أتخلى عن أي إنسان احترمني ووثق بي من أجل عيون الحكومة الحالية وأنا أقول لأبناء القصرين الأبية «شكرا لأنكم دعمتموني من أجل النهوض بجهتنا، وسننتصر جميعا للجرحى لن يضيع دم الشهداء سدى من أجل المصالح الضيّقة لحركة النهضة ولن نركع لها ولا لغيرها، وأوجه رسالة للحقوقيين والسياسيين وشباب تونس فلنتحد من أجل النهوض ببلادنا ودحض الأفكار السائدة.
هناك لقاءات متتالية مع بعض نواب المجلس التأسيسي فما فحواها؟
أنا أكشف أوراقي أمام الجميع، وأقول للشعب «لن أستسلم وفعلا هناك لقاءات مع أعضاء من المجلس التأسيسي لمناقشة هذه التطورات الخطيرة وللعلم عدد منهم يدعمني وضد هذه التعيينات حسب الولاءات لحركة النهضة، وبصفتي مديرا على رأس الاتحاد التونسي للمرفق العام وحياد الادارة لن أرضى بهذه التصرفات اللاواعية من الحكومة سواء في شخصي أو دفاعا على أي مسؤول آخر.
في مكتبك وجدنا عددا من شبان الجهة وأحدهم من المستثمرين الشباب، هل ستحول مكتب الاتحاد الى لقاءات مع الشباب عوض مكتب القطب الصناعي؟
مكتبنا مفتوح لكل شباب تونس وكل مستثمر بغض النظر عن الجهات وكلنا «توانسة» ومن خلال منصبي كرئيس الاتحاد التونسي للمرفق العام وحياد الادارة سأدعم الجميع، والإنسان قادر على العطاء من أي منصب كان.