من مقر الاتحاد الجهوي للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بصفاقس الي قاعات المحاكم، هذا ما حصل مؤخرا في الانتخابات الجهوية لمنظمة الأعراف بعاصمة الجنوب صفاقس، حيث تحول الخلاف الى المحاكم. وبسبب بعض الثغرات القانونية تمّ تأجيل موعد الانتخابات الى وقت لاحق لم يتم تحديده بعد وخاصة أن بعض رجال الأعمال رفعوا قضية مطالبين فيها بإشراف متصرّف قضائي تعينه المحكمة على مجريات هذه العملية، وعن هذا الموضوع اتصلنا بجميع الأطراف لكشف ملابسات ما يحصل في «اتحاد صفاقس» والذي يعتبر من أهم الاتحادات الجهوية لبيت رجال الأعمال وركيزة أساسية من ركائزه.
«رفعت قضية ضد الرئيس المتخلى للاتحاد الجهوي التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بصفاقس لأنه غير مؤهل قانونيا بأن يشرف على الانتخابات».. هكذا استهلّ رجل الأعمال «الصفاقسي» حافظ الحصايري كلامه مضيفا في نفس السياق «إن اتحادنا الجهوي عاش الكثير من المطبات ولن نسمح بأي تجاوز جديد فقد سئمنا هذا الوضع، وستجرى الانتخابات في كنف الشفافية والمصداقية، والمسرحيات السابقة لن تكرّر والجمهور هذه المرة يعرف جيدا الحقيقة».
وبالنسبة الى الرئيس المتخلى عبد اللطيف الزياني الذي تحوم حوله عديد الاستفسارات انتهت مهمته في الاتحاد وعليه أيضا أن يتخلى على منصب رئاسة المعرض الدولي بصفاقس الذي يتبع الاتحاد، فهو يحاول أن يخيّرنا بنا المنصبين وسأجيبه «لن تتحصل على أي منصب» وكلنا نعرف كيف وصلت الى رئاسة الاتحاد الجهوي بصفاقس، ومهما فعلت فلن تعود الى ممارساتك السابقة، وحتى ولو وجدت الدعم من رجل الأعمال الصفاقسي الذي يعرف جميع الناس من هو، فلن نعود وأنصحه بأن يهتم بالقضية المرفوعة ضده لسوء تصرّفه في أموال الاتحاد.
عانيت... ولكن
أما رجل الأعمال منصف خماخم فقد أكد ل«الشروق» أن ما يهمه حاليا هي مصداقية الانتخابات حيث قال «يجب أن تكون ظروف مؤتمر صفاقس لمنظمة الأعراف جيدة وقائمة على الديمقراطية، فقد كنت رئيسنا على هذا الاتحاد من 2001 الى 2006 وأعرف جيدا إيجابياته وسلبياته وتعرضت الى الكثير من المظالم وتمّ تجميدي لأني قلت كلمة حق وحاولت أن أبعد الاتحاد عن المصالح الضيقة لبعض رجال الأعمال، فعوقبت وكنت سعيدا بهذا لأني صاحب حق ولم أرض بالظلم.
تجاوزات
ويواصل «خماخم» كلامه «لقد كانت هناك عديد التجاوزات في الاتحاد مثل التجارة الموازية، والتصرفات اللاقانونية، والتهريب وغيرهم وعندما دعوت الى إقامة مشاريع تنمية بالجهة ومطار دولي وطريق سيارة لم تعجب هذه الخطوات السلطة ورجالها هنا، وبدأت المكائد تحاك ضدي، لذلك بصراحة أدعو كل«الصفاقسية» أن ينتخبوا ممثلهم بطريقة شفافة فالمهم مصلحة هذا القطاع لا غيره، وكل ما قمت به سابقا هو اختيار شخصي ولا أريد أن أكافأ من أجله، وهناك قضايا مرفوعة ضد بعض الأشخاص الذين استغلوا نفوذهم في اتحاد المنظمة العريقة وحان الوقت لمحاسبتهم قانونيا.
كما اتصلنا بالرئيس الحالي للاتحاد الجهوي لمنظمة الأعراف عبد اللطيف الزياني وأردنا معرفة إجابته حول الاتهامات الموجهة ضده خاصة موضوع القضية المرفوعة عليه وأجاب «لا أريد أن أجيب عن هذه الاتهامات وأحتفظ بالإجابة لنفسي».