أدلى سكان مدينة بنغازي في الشرق الليبي التي كانت مهد الثورة على نظام معمر القذافي بأصواتهم امس لانتخاب مجلسهم المحلي بعد مرور اكثر من عام على الثورة الليبية ووسط حالة من الفوضى لا تزال تتخبط فيها البلاد. وفي تصريح لوكالة «فرانس برس»، قال سليمان زوبي رئيس اللجنة الانتخابية المحلية، «انها المرحلة الاولى من العملية الانتقالية من ثورة الى بناء دولة». وقال الناخب سليمان العقوري لوكالة الانباء الفرنسية «كنا ننتظر ذلك منذ فترة طويلة، ويسعدني جدا ان أعيش هذه اللحظة التاريخية». وسينتخب سكان بنغازي 41 عضوا للمجلس المحلي، الذي يعادل مجلسا بلديا، من اصل 414 مرشحا، كما أعلنت اللجنة الانتخابية للمدينة التي اوضحت ان 200 الف شخص مسجلون على اللوائح الانتخابية.
وأعلن امس عطلة في بنغازي التي انتشرت قوات الامن في كل مداخلها. وترقى الانتخابات الاخيرة الى 1964 خلال حكم الملك ادريس الاول الذي اطاحه القذافي في انقلاب 1969. وإبان حكم القذافي، منعت الانتخابات التي كانت تعتبر «بدعة غربية».
وكان المجلس الوطني الانتقالي الذي يتولى السلطة منذ سقوط النظام استخدم بنغازي في 2011 قاعدة سياسية وعسكرية حتى استيلاء الثوار على العاصمة طرابلس في أوت الماضي
ومن التحديات التي يتعين عليه مواجهتها اليوم، التصدي للمسلحين الذين يسيطرون على البلاد ويتعين عليه بالتالي الايفاء بوعده واجراء انتخابات لاختيار اعضاء المؤتمر الوطني العام (المجلس التأسيسي).
وكان سكان مصراتة اول من انتخبوا مجلسهم المحلي في فيفري الماضي. وخلال حكم القذافي، كان سكان شرق البلاد يشتكون من تهميش السلطة المركزية لمناطقهم. ويتخوفون اليوم ايضا من الا توليهم السلطات الجديدة الاهتمام الكافي. وتشكلت مجموعة سياسية وقبلية في بدايةمارس الماضي للمطالبة بمزيد من الحكم الذاتي لهذه المنطقة الغنية بالنفط وبعودة النظام الاتحادي. ودعا قادة الحركة الى مقاطعة انتخابات جوان لكنهم يدعمون انتخابات المجلس المحلي.
وقال أبو بكر بيرة المتحدث باسم المجلس الانتقالي في برقة «ندعم بكل قوتنا عملية الانقاذ هذه في بنغازي عاصمة (اقليم) برقة (الممتد من الحدود المصرية الى سرت)».
وكانت ليبيا مقسمة الى ثلاث اقاليم ادارية هي برقة (شرقا) وطرابلس (غربا) وفزان (جنوبا). وألغي هذا النظام الاتحادي في 1963 واحل محله نظام لامركزي قائم على عشر محافظات الغاه القذافي بعيد توليه السلطة في 1969.
وقال عبدالله القماطي إن العملية تسير بشكل طبيعي في ظل أوضاع أمنية هادئة جدا وبحرص كبير من الناخبين على الإدلاء بأصواتهم والمشاركة بفاعلية. واضاف «هناك المئات من الناخبين يفتقرون إلى معرفة طريقة الانتخاب وكيفية التعامل مع صناديق الاقتراع «مرجعا ذلك لعشرات السنين التي لم يروا فيها مثل هذه العملية في ظل النظام السابق. وأضاف القماطي «رغم ذلك فإن الأمور تسير بطريقة ممتازة» متوقعا أن تنتهي هذه العملية في الموعد المحدد لها، الساعة الثامنة من مساء امس