عقد صباح أمس بأحد نزل العاصمة، السيدان جوزيف بلاتر رئيس الفيفا وعيسى حياتو رئيس الكنفدرالية الافريقية لكرة القدم، ندوة صحفية بحضور عدد كبير من مختلف وسائل الاعلام العالمية الحاضرة في بلادنا لتغطية فعاليات كأس افريقيا للأمم 2004. هذه الندوة تركزت على جملة من النقاط التي تتعلق بالكرة الافريقية والعالمية. عيسى حياتو افتتح الندوة الصحفية السيد عيسى حياتو رئيس الكنفدرالية الافريقية لكرة القدم الذي أشاد في بداية كلمته بالحفاوة الكبيرة التي وجدها جميع ضيوف تونس وما وفرته بلادنا من جميع متطلبات النجاح. ثم ركز حياتو في تدخله على جملة من المبادئ التي تهم الكرة الافريقية حيث قال «نجحنا في تذليل عديد الصعوبات وأمامنا عمل كبير لتذليل صعوبات أخرى لكن ذلك يتطلب تعاونا كبيرا بين جميع الاتحادات المنضوية تحت لائحة الكاف». وأشار كذلك الى طموحات افريقيا على الساحة العالمية قائلا: «الكرة الافريقية جزء من بقية العالم ولها دورها الذي تفرضه على الجميع، لذلك علينا أن نعمل من أجل مكانة أفضل». «حياتو» شكر في خاتمة تدخله المستشهرين لدعمهم المادي للكرة الافريقية والمنظمات الأممية للدور الكبير الذي تقوم به من أجل الطفولة وعدة مآس أخرى تعاني منها القارة. جوزيف بلاتر قام رئيس الاتحاد الدولي في البداية بتهنئة حياتو على نجاحه في الفوز برئاسة الكنفدرالية الافريقية مرة أخرى، واعتبر ذلك مؤشر نجاح اضافي لضمان الاستمرارية في العمل خاصة أن حياتو هو أحد نواب رئيس الفيفا. بلاتر ركز حديثه على نقطة هامة اعتبرها أساسية في عالم كرة القدم وهي التضامن، حيث يقول: «لا يمكن لكرة القدم أن تتطور بدون التضامن، فإفريقيا وكرتها أعطيا الكثير لكرة القدم العالمية، وكذلك الكرة العالمية أعطت الكثير لافريقيا، وهو ما يستوجب التعامل مع الجميع بنفس المستوى، فلا وجود لكرة قدم للأغنياء وأخرى للفقراء. بطولة العالم للأندية يجب أن تصبح بمشاركة جميع القارات، وليس قارتين فقط، ومثال بطولة العالم للقارات يجب أن نضعه في الحسبان. على «أغنياء» الكرة أن يعطوا أكثر للبقية، يجب التركيز على الكرة الانسانية». اشكالات في ردّ على سؤال «الشروق» حول اشكال تسريح اللاعبين الأفارقة لمنتخباتهم خلال «الكان» قال «بلاتر»: «تسريح اللاعبين واجب ليس في اطار التضامن الذي تحدثت عنه فقط وإنما في اطار القانون كذلك، وهو ما يجب أن تحترمه كل الأندية، هذا الاشكال طرح كذلك عندما رفضت الاندية الاسبانية تسريح لاعبيها بمناسبة بطولة العالم للقارات. «الفيفا» لا يمكن أن تلعب دور «الشرطي» دائما، هناك قانون وعلى الاتحادات المحلية أن تساهم في تطبيقه». طرح تساؤل كذلك حول امكانية تغيير موعد نهائيات كأس افريقيا في المستقبل، فأجاب عنه السيد عيسى حياتو قائلا: «كنا نلعب النهائيات في شهر مارس فمورست علينا ضغوطات لنغيّر الموعد الى جانفي، وذلك باستشارة مع خبراء الرصد الجوي في كامل افريقيا، وأؤكد أنه من المستحيل خوض النهائيات خلال أشهر جوان وجويلية وأوت في افريقيا. ففي داخل القارة يكون موسم الأمطار الغزيرة، وفي شمالها تكون الحرارة خانقة». * معز بوطار +++++++++++ عندما يتمنى الأفارقة أن تدور نهائيات كأس افريقيا دائما في تونس تعليقا عن سؤال : ما هو رأيك في ال «كان» الحالي؟ كثيرا ما أجاب الأفارقة فنيون ولاعبون وصحفيون: «نتمنى أن تدور النهائيات دائما في تونس» وهي اجابة لا تحتمل أي تعليق.. وهي إجابة تؤكد أيضا أن الكلام على الكلام صعب على حد عبارة التوحيدي.. تونس قبلة الجميع وتونس توفر لضيوفها ما لا يمكن أن يوفره أي بلد آخر دون تعصب ودون مجاملة. في تونس التنظيم ممتاز وحسن القبول متوفر وكل مستلزمات العمل متوفرة. المنتخبات تقيم في أرقى النزل حيث أرقى الخدمات وتتدرب في أفضل الملاعب وتتوفر لهم أفضل وسائل النقل لتحملهم بين مراكز الاقامة وميادين التمارين ذهابا وعودة. والطقس في تونس يتمناه كل لاعب كرة قدم في العالم (وهذه هدية الاهية) وأرضية الملاعب، فعلنا نحن في تونس المستحيل لكي تكون في أفضل حالاتها و»شرّدنا» أندية بنزرت وصفاقس والمنستير طوال سنة كاملة حيث نشطت بعيدا عن ملاعبها حتى نوفر للضيوف الافارقة الارضية الممتازة التي تمكنهم من تقديم الفرجة الرائقة وحتى يقدموا لنا السحر الافريقي الكروي على طبق من ذهب. في تونس نؤثر الضيوف على أنفسنا وان كانت بنا خصاصة (غلق أكثر من ملعب وحرمان الاندية منها) ولذلك يجمع الافارقة أن تنظيم كأس افريقيا في تونس محطة خاصة جدا ومحطة لا يمكن أن تنسى بقطع النظر عن النتائج في النهاية. الاتحاد الافريقي هو الآخر يعرف ذلك وهذا ما يبرر منحنا حق التنظيم للمرة الثانية في ظرف عشر سنوات ونحن البلد الافريقي الوحيد الذي نال هذا الشرف ومن الصعب أن يناله أي بلد آخر مهما تتالت السنوات. فالمنتخب المصري مثلا لم ينظم هذه التظاهرة منذ 86 والكامرون (منتخب الأرقام القياسية) لم تنظم النهائيات الافريقية منذ سنة 76 والاتحاد الافريقي لكرة القدم الذي لا يعادي ولا يجامل منح تونس فرصة التنظيم للمرة الثانية في ظرف 10 سنوات لأنه يعرف (ومن يعرف أفضل منه) أن التنظيم في تونس حالة استثنائية. الاعلاميون تحاصرهم المراكز الاعلامية في كل مكان (في النزل والملاعب) وتتوفر لهم كل أنواع وسائل الاتصال الحديثة والتقليدية وكلّ ضيوف تونس يجدون الترحيب والتبجيل ولذلك لا يبخلون عليها بكلمة شكرا. النهائيات الافريقية الحالية في تونس من المنتظر أن تكون محطة خاصة جدا في تاريخ ال «كان» على المستوى الكروي أيضا لأن حضور المنتخبات التقليدية وقوتها وارتفاع مستواها في الفترة الأخيرة مثل الكامرون ونيجيريا والسينغال ومصر الى جانب تونس طبعا ستضاف اليه حضور البعض الآخر لأول مرة (البينين روندا زمبابوي) وكأن تونس طالع خير على كل هؤلاء ولذلك ستحضر نكهة كرة القدم وستحضر المفاجآت التي تمثل جوهر كرة القدم والنهائيات الافريقية أطلق عليها الفنيون في الفترة الأخيرة «المونديال الافريقي» والأكيد أن هذه التسمية ستكتسب شرعيتها بعد 6 سنوات عندما تنظم افريقيا المونديال الحقيقي.