تعليقا عن سؤال : ما هو رأيك في ال «كان» الحالي؟ كثيرا ما أجاب الأفارقة فنيون ولاعبون وصحفيون: «نتمنى أن تدور النهائيات دائما في تونس» وهي اجابة لا تحتمل أي تعليق.. وهي إجابة تؤكد أيضا أن الكلام على الكلام صعب على حد عبارة التوحيدي.. تونس قبلة الجميع وتونس توفر لضيوفها ما لا يمكن أن يوفره أي بلد آخر دون تعصب ودون مجاملة. في تونس التنظيم ممتاز وحسن القبول متوفر وكل مستلزمات العمل متوفرة. المنتخبات تقيم في أرقى النزل حيث أرقى الخدمات وتتدرب في أفضل الملاعب وتتوفر لهم أفضل وسائل النقل لتحملهم بين مراكز الاقامة وميادين التمارين ذهابا وعودة. والطقس في تونس يتمناه كل لاعب كرة قدم في العالم (وهذه هدية الاهية) وأرضية الملاعب، فعلنا نحن في تونس المستحيل لكي تكون في أفضل حالاتها و»شرّدنا» أندية بنزرت وصفاقس والمنستير طوال سنة كاملة حيث نشطت بعيدا عن ملاعبها حتى نوفر للضيوف الافارقة الارضية الممتازة التي تمكنهم من تقديم الفرجة الرائقة وحتى يقدموا لنا السحر الافريقي الكروي على طبق من ذهب. في تونس نؤثر الضيوف على أنفسنا وان كانت بنا خصاصة (غلق أكثر من ملعب وحرمان الاندية منها) ولذلك يجمع الافارقة أن تنظيم كأس افريقيا في تونس محطة خاصة جدا ومحطة لا يمكن أن تنسى بقطع النظر عن النتائج في النهاية. الاتحاد الافريقي هو الآخر يعرف ذلك وهذا ما يبرر منحنا حق التنظيم للمرة الثانية في ظرف عشر سنوات ونحن البلد الافريقي الوحيد الذي نال هذا الشرف ومن الصعب أن يناله أي بلد آخر مهما تتالت السنوات. فالمنتخب المصري مثلا لم ينظم هذه التظاهرة منذ 86 والكامرون (منتخب الأرقام القياسية) لم تنظم النهائيات الافريقية منذ سنة 76 والاتحاد الافريقي لكرة القدم الذي لا يعادي ولا يجامل منح تونس فرصة التنظيم للمرة الثانية في ظرف 10 سنوات لأنه يعرف (ومن يعرف أفضل منه) أن التنظيم في تونس حالة استثنائية. الاعلاميون تحاصرهم المراكز الاعلامية في كل مكان (في النزل والملاعب) وتتوفر لهم كل أنواع وسائل الاتصال الحديثة والتقليدية وكلّ ضيوف تونس يجدون الترحيب والتبجيل ولذلك لا يبخلون عليها بكلمة شكرا. النهائيات الافريقية الحالية في تونس من المنتظر أن تكون محطة خاصة جدا في تاريخ ال «كان» على المستوى الكروي أيضا لأن حضور المنتخبات التقليدية وقوتها وارتفاع مستواها في الفترة الأخيرة مثل الكامرون ونيجيريا والسينغال ومصر الى جانب تونس طبعا ستضاف اليه حضور البعض الآخر لأول مرة (البينين روندا زمبابوي) وكأن تونس طالع خير على كل هؤلاء ولذلك ستحضر نكهة كرة القدم وستحضر المفاجآت التي تمثل جوهر كرة القدم والنهائيات الافريقية أطلق عليها الفنيون في الفترة الأخيرة «المونديال الافريقي» والأكيد أن هذه التسمية ستكتسب شرعيتها بعد 6 سنوات عندما تنظم افريقيا المونديال الحقيقي.