هذا هو رؤوف بن سمير الرجل المتيّم حد النخاع بكرة اليد، صاحب الرقم القياسي في الاستمرارية في التسيير وفي الوفاء لجمعيته النادي الإفريقي حيث نشأ وترعرع وتألق وأحرز جميع أنواع الألقاب.
إلى جانب الافريقي برز بن سمير لسنوات طويلة ضمن المنتخب الذي عرف معه أيضا أحلى التتويجات. رؤوف بن سمير يستحق قطعا ميدالية الوفاء لكرة اليد عامة وللإفريقي خاصة والكثيرون ممن يعرفونه جيّداويعرفون الأجواء في فريق باب الجديد يجزمون أن فرع كرة اليد بالإفريقي إن كتب له بألاّ يتزحزح في خضم الأزمات الكثيرة والمتكررة التي عرفتها جمعية النادي الإفريقي فإن الفضل في ذلك يرجع قطعا إلى رؤوف بن سمير الذي ناضل طوال مسيرته من أجل أن يبقى فرع كرة اليد في الإفريقي متميزا إلى أن اقترن الفرع فعلا باسمه.
والمعروف عن رؤوف أيضا تفاعله الكبير مع مجريات المنافسات التي يخوضها فريقه إذ يكاد يتابع المباريات دون أن يجلس على مقعد الاحتياط، لا يهدأ له بال إلا إذا اطمأن على فوز فريقه، والملاحظ أنه يتمتع بمعاملة خاصة جدا من قبل الحكام حيث أن معظمهم يغض الطرف عن تفاعله المبالغ فيه أحيانا وحتى عن مناقشته المستمرة لقرارات الحكم. كلهم يدركون جيدا أن رؤوف لا يريد شرّا بأحد ولكنه لا يقبل بأن يفسد عليه أحد سعادته الكبرى في عيش المباريات بكل جوارحه إلى درجة أنه قد يضر بتركيز لاعبيه ويسهم في نرفزة الحكام وفي بعض الأحيان يستفزّ دون أن يشعر الجماهير. وهو ما يجب أن يدركه رؤوف بن سمير اليوم.
والصورة الملتقطة من مباراة الإفريقي والحمامات يوم الجمعة الماضي في القرجاني لا يمكن أن تمر دون تعليق فهذا المشهد عهدناه في جميع المباريات التي يكون فيها الإفريقي طرفا.
نداؤنا لرؤوف بأن يدرك أن الظروف التي تمر به البلاد والرياضة في تونس تستوجب من المناضلين مثله ضبط النفس ولعب دور فعّال في إعادة الأجواء المرحة لفضاءاتنا الرياضية، وإلا فقد يتواصل ال«ويكلو» وتظل رياضتنا لمدة طويلة بلا روح.