يعتبر سكان الفجوات الغابية من أفقر الشرائح بهذه الأماكن حيث يعتمدون في ارتزاقهم على الأعمال الظرفية والموسمية بالحضائر التي لا تتوفر باستمرار وكذلك تربية بعض الحيوانات الأهلية من الماعز والأغنام التي لا يتعدى عددها في اغلب الحالات العشرة وعدد ضئيل من الأبقار ذات السلالة المحلية و بعض الدواجن. ومن المفارقات الغريبة أن هذه المناطق الجبلية تزخر بالعديد من الموارد الطبيعية الهامة لم يقع التفكير في استغلالها منذ السنوات الأولى للاستقلال والتي كان بإمكانها أن تغير الكثير من الأوضاع المعيشية والاجتماعية لهؤلاء السكان الذين ظلوا لعدة سنوات يفتقرون إلى ابسط روافد التنمية بهذه الجهات ومن أهم هذه الموارد المخزون المائي الكبير والمتمثل في السدود والبحيرات الجبلية والعيون والغدران والأودية والينابيع. كما توجد عدة مساحات من الأراضي المنبسطة وسط الغابات وبجانب الأودية والغدران والعيون والتي بالإمكان تحويلها إلى مناطق سقوية تدر الكثير من خيرات المنتوجات الفلاحية كالخضر والغلال ومن أهم هذه المناطق التي لها قابلية بان تكون بها أراضي سقوية ذات إنتاجية عالية إلى جانب المنبسطات المتاخمة للشريط الحدودي التونسي الجزائري منطقة وادي الزان والحمران والتبائنية وسيدي محمد وسلول وأولاد هلال ولكن عدم وجود برامح وتمويلات تشجع أصحاب هذه الأراضي على الإقدام على تعاطي مثل هذه الفلاحة حال دون ذلك إلى جانب نقص التأطير والتعريف بميزات الفلاحة السقوية.
ولا يقتصر تفعيل واستغلال المخزون الطبيعي بهذه الجهات على مثل هذه الفلاحة فحسب بل ان هناك العديد من الأماكن التي تمتاز بتربة صالحة لزراعة أشجار حب الملوك والجوز واللوز والتفاح والأجاص كمنطقة الابقع والبرانصية وببوش والكرايمية والعوامرية والتي إذا ما وقع استغلالها في هذه الغراسات وبطرق عصرية وحسب أساليب علمية متطورة أن تدر أرباحا كبيرة على هؤلاء المتساكنين وترفع من مستوى عيشهم وتخرجهم من بوتقة الخصاصة والحرمان ...