إيمانا منه بالتعدّدية النقابية اختار رجل الأعمال التونسي طارق الشريف أن يبعث نقابة أعراف جديدة اختار لها شعارا خاصا بها وهو «منظمتنا تجعلك شريكا مرجعا في المشاريع لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية العادلة والمسؤولة». وعن هذا المشروع النقابي الجديد «كوناكت» وأهدافه المستقبلية كان لنا هذا اللقاء الجريء مع طارق الشريف الذي كان صريحا وهادئا وتطرّقنا فيه الى علاقته بالحكومة الحالية وعلاقته بمنظمة الأعراف برئاسة بوشماوي.
لو تحدثنا عن المولود الجديد لنقابات الأعراف «كوناكت»؟
كنفدرالية المؤسسات المواطنة التونسية «كوناكت» هي منظمة أصحاب أعمال فتية هدفها الرئيسي الاستجابة لتطلعات رؤساء المؤسسات في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والقانونية والجبائية وذلك على اختلاف حجم مؤسساتهم وميادين أعمالهم والمحيط الذي ينشطون فيه سواء كان وطنيا أو دوليا وهي نقطة لقاء بين نساء ورجال الأعمال.
التعددية النقابية للأعراف بدأت تبرز كظاهرة ما بعد الثورة، هل تعتقد أنك ستنجح في البروز في ظل تواجد قوة نقابية كالاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية؟
طبعا فأنا كنت دوما أؤمن بالتعددية سواء في السياسة أو في العمل النقابي وكنفدرالية المؤسسات لن تكون نسخة لأي منظمة بل لها توجهها النقابي الخاص بها.
ولكن يبقى مفهوم «التعددية» مجرد شعار لم يجسد على أرض الواقع، وكلنا نعرف أن القوة النقابية المعترف بها لرجال الأعمال هي اتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية؟
ولكن المقارنة لا تجوز بين منظمة الأعراف المبعوثة من الأربعينات و«كوناكت» التي عرفت النور منذ أشهر، فنحن بدأنا بخطى ثابتة ولن ندخل في أي مقارنات بل هدفنا النجاح لا غيره.
الحكومة الحالية تعتمد على اتحادين فقط في مفاوضاتها وهما اتحاد الأعراف بقيادة وداد بوشماوي والاتحاد العام التونسي للشغل برئاسة حسين العباسي، أين منظمتكم من التواجد على الساحة؟
نحن لا نتدخل في السياسة هدفنا نقابي فقط، ونسعى الى تثبيت أرجلنا في أرضية صلبة، فمنظمتنا تسعى الى حماية منخرطيها ولسنا لا مع أو ضد الحكومة فنحن محايدون تماما.
كنت سابقا عنصرا هاما في منظمة الأعراف، هل انسحبت بهدوء لأنك توقعت منصبا رفيعا في هذا الاتحاد بعد الثورة؟
أنا لم أبحث عن كرسي في منظمة الأعراف ولو كنت أريد ذلك لحصلت عليه بطريقة ديمقراطية وعن طريق الصندوق ولكن بصراحة بعد الثورة تحول الاتحاد الى فضاء للصراع بين بعض الأطراف لذلك اخترت أن أنسحب وأكوّن اتحادا جديدا.
هل هناك خلافات مع منظمة الأعراف؟
بالعكس أحترم كل الموجودين في هذه المنظمة وهناك ودّ وتقدير مني إليهم وكل منّا له طريقه الخاص.
450 رجل أعمال ممنوعون من السفر هل هذا الموضوع الحسّاس سيكون من أولويات كنفدرالية المؤسسات؟
طبعا وبالنسبة لي أقولها بصراحة أنا مع محاسبة كل من تورط رسميا في الفساد الاقتصادي ولكن ليس من المعقول تعطيل اقتصادنا بتعميم هذه الاجراءات على عدد كبير من رجال أعمالنا.
إذًا ما هو الحل حسب اعتقادك؟
أعتقد أن كل رجل أعمال يريد متابعة أعماله أو حضور ندوات اقتصادية خارج تونس عليه أن يضع مبلغا هاما في حساب الدولة كنوع من الضمان لعودته.
هل سيكون لأصحاب المهن الصغرى مكان في منظمتكم؟
للأسف لا، فنحن اتحاد لرجال الأعمال وأصحاب المؤسسات الكبرى لأنه ببساطة مشاكلنا مختلفة.
ولكن نحن نعرف أن هذه الفئة من المهن هي التي تضاعف عدد المنتمين الى «كوناكت» وإبعادهم يعتبر تقزيما لهم؟
بالعكس تماما أنا أحترمهم ولكن كما قلت آنفا لكل منا مصاعب خاصة بمهنته وأنا لا أبحث عن العدد فهدفي بناء نقابة قوية خاصة برجال الأعمال فقط.
ولكن هناك حقيقة يجب الاعتراف بها وهي النظرة الدونية من قبل التونسي لرجل الأعمال؟
هذا صحيح وهدفي الرئيسي هو تغيير هذه الصورة السيّئة لرجال الأعمال التونسيين فهم جنود الاقتصاد وإن وجد عدد منهم أذنب فهذا لا نعني بأن نعمّم.