اختار الناخبون المصريون مرشح الاخوان محمد مرسي و«مرشح مبارك» الفريق أحمد شفيق لخوض الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية وفق النتائج شبه النهائية وغير الرسمية للاقتراع المصري الذي أكّد أيضا حدوث مفاجأة اسمها المرشح الناصري المستقل حمدين صباحي... وكشفت مصادر مصرية من داخل اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية أن نتائج 19 محافظة منحت محمد مرسي مرشح الاخوان المسلحين 6 ملايين صوت وأحمد شفيق 5 ملايين و900 ألف صوت وحمدين صباحي خمسة ملايين و400 ألف صوت وأبو الفتوح 5 ملايين و250 ألفا ولكن هذا الاخير أقر بانسحابه من السباق في وقت مبكر أمس بعد الاعلان عن أولى النتائج بشكل غير رسمي. وعاب سياسيون مصريون على أبو الفتوح وصباحي عدم التحالف في هذه الانتخابات وهو ما فسر تقدم مرسي وشفيق.
تصويت عقابي
وأكد المحلل السياسي المصري فريد زهران ان تقدم المرشح الرئاسي أحمد شفيق الذي كان آخر رئيس حكومة في عهد مبارك ومنافسته الشديدة لمرشح الاخوان محمد مرسي جاء نتيجة تصويت عقابي ضد الاخوان بسبب أدائهم البرلماني المخيب للآمال.
وقال ان نسبة من أصوات الناخبين ذهبت الى شفيق نكاية للاخوان على أدائهم بعد فوزهم في الانتخابات البرلمانية والذي خيب آمال المصريين وظهر ذلك واضحا في محافظات لها ثقل للإخوان وتعتبر معاقل لهم مثل محافظة الشرقية.
ورأى المحلل أن الناخبين الباحثين عن الأمن والاستقرار أعطوا اصواتهم لشفيق الذي ركز على هذه النقطة موضحا ان هؤلاء الناخبين يشكلون كتلة هامة تمثل فئات التجار والعاملين في السياحة ورجال الأعمال والموظفين وغيرهم.
وأكد زهران وفق ما نقلته قناة «العربية» ان المفاجأة لم تكن في تقدم شفيق وهو ما توقعه البعض ولكن في صعود حمدين صباحي ودخوله المنافسة بشكل حقيقي. ولاحظ مصطفى النجار عضو البرلمان المصري ان تحميل الاقباط مسؤولية تقدم شفيق بسبب خوفهم من الاخوان والسلفيين ليس صحيحا لأن عدد المسلمين الذين صوتوا لفائدة شفيق أكبر من عدد المسيحيين الذين أيدوه.
وبخصوص مفاجأة المرشح الناصري المستقل حمدين صباحي أكدت الارقام أنه حقق فوزا ساحقا في شرم الشيخ مسقط رأسه وحل أولا في القاهرة قبل شفيق ومرسي. لكن النائب النجار لاحظ أن تحالف صباحي مع عبد المنعم أبو الفتوح (وهم احتمال طرحه ورفضه صباحي بينما أصر الثاني على ترشحه شخصيا) كان سيغيّر الخارطة السياسية الناتجة عن التصويت. حملات جديدة
ولاحظ المحللون المصريون أن التصويت لفائدة شفيق آخر رئيس وزراء لمبارك ناجم أيضا عن خوف شرائح من الناخبين من هيمنة «الاسلاميين» الذين يهيمنون على البرلمان.
ولكن التشكيلات السياسية المصرية بدأت منذ الأمس برسم ملامح حملاتها حيث أكد مصدر من «شباب الثورة» (وهو تنظيم مصري) ان الشباب لن يقبلوا بتأييد شفيق خوفا من الاسلاميين.
وأعلن أبو الفتوح من جهته دعمه لمرشح الاخوان محمد مرسي على اعتبار أنه لا مجال بالنسبة إليه للعودة الى ما قبل الثورة. وأشارت مصادر إعلامية مصرية الى احتمال حصول مرسي على دعم صريح من العديد من المرشحين المنسحبين.
واستعدادا لمواجهة دعائية محتملة قال الفريق أحمد شفيق أمس انه ليس من الفلول (أي من جماعة مبارك) متهما بالمقابل منافسه عمرو موسى بأنه من هذه الفلول. وتمر الحملات الانتخابية الوشيكة بمنعرج هام بمناسبة التصريح بالحكم في قضية الرئيس السابق حسني مبارك الذي تمت محاكمته بتهمتي قتل المتظاهرين ونهب المال العام ويفترض أن يتم الاعلان عن الحكم يوم السبت القادم.
ويذكر أن الحكم مهما كان سيثير ردود أفعال خصوصا في الشارع المصري بل إن مسؤولين مصريين توقعوا ردود فعل عنيفة بعد الاعلان عن النتائج داعين كل الأطراف لاحترام النتائج المعبّرة عن إرادة الناخبين.