انتشرت الدروس الخصوصية في بلادنا انتشارا مهولا وتزايد الإقبال عليها من قبل العديد من المواطنين وأصبحت بذلك من الضروريات التي لا يمكن الاستغناء عنها. فالعائلات تخصص ميزانية خاصّة لهذه الدروس وقد تطورت هذه الظاهرة بشكل ملفت للانتباه وتعددت الأمكنة المخصصة لمتابعتها حيث لم تعد تقتصر على المؤسسات التربوية فقط (المدارس، المعاهد، المحاضن) بل صرنا نجدها بكثرة في المنازل والدكاكين واكتسح الدخلاء الميدان واحتدت المنافسة بينهم وبين أهل الاختصاص. وأمام الانتشار المذهل للدروس الخصوصية والإقبال المتزايد عليها حاولت «الشروق» الوقوف عند هذه الظاهرة والبحث في حيثياتها من خلال رصد آراء بعض المواطنين وأهل الاختصاص حولها. دروس مهمة السيد معز الدالي (ولي) يقول: الدروس الخصوصية مهمة وأنا أعول عليها كثيرا في تحسين نتائج المستوى الدراسي فبفضلها تحقق التميز والتفوق وأكد محدثنا على أن متابعة هذه الدروس داخل المؤسسات التربوية أفضل بكثير من متابعتها خارجها. ويشاطره الرأي السيد عبد الكريم الحناشي (ولي) بقوله لا يمكن الاستغناء عن الدروس الخصوصية أنا أنفق في سبيل تحصيلها مصاريف كثيرة واعتبرها ضرورية سواء كانت داخل المدرسة أو خارجها فالتلميذ في حاجة إليها. دروس غير ضرورية أكدت لنا السيدة دليلة النايلي أن الدروس الخصوصية ليست ضرورية ولكن «نحن مجبرون عليها فالمعلمون اليوم يلزمون التلميذ على متابعة دروسهم الخصوصية باعتبارها هي الضامن لنتائج حسنة وجيدة» على حد تعبيرها. أما السيدة هناء (ولية) فتقول: «لا يحتاج التلميذ إلى دروس خصوصية في الماضي لم تكن موجودة وكان العديد من التلاميذ متفوقين في دراستهم وأنا أستغرب إقبال العديد عليها وتخصيص المال الوفير إليها فأحيانا نصطدم بنتائج سيئة رغم كثرة الدروس التي يتلقاها التلميذ». وتشاطرها الرأي السيدة بسمة عبادة (مربية) التي تقول: أصبح التلميذ يعول على الدروس الخصوصية وعلى المعلومات الجاهزة التي يتلقاها من قبل المعلمين ولم يعد يجتهد في البحث عن المعلومة وبذل المجهود والاعتماد على ذكائه الفطري والمكتسب وغابت بذلك قدراته الذاتية في الخلق والابتكار وشحن زاده المعرفي بالمطالعة والاطلاع خاصة أمام تواجد الكتب الموازية المرفقة بالإصلاح التي أصبحت تقدم المعلومات في طبق من ذهب وتسهل عمل المعلم في تقديمه للدروس الخصوصية. وأكدت محدثتنا على أن الدروس الخصوصية مهمة بصفة أكبر بالنسبة للمربي بقولها أصبحت هذه الدروس أهم سند لميزانية المعلم أو الأستاذ حيث يقرأ حسابها منذ بداية السنة من خلال جداول مدروسة وتصبح إجبارية على كافة التلاميذ فالذي لا يدرس عند معلمه أو أستاذه في النمزل يحرم من الزيادة في العدد وخاصة في الامتحانات. وهكذا قد تفاوتت الآراء بين المشيدين بأهمية الدروس الخصوصية وآخرين معارضين لها. رأي أهل الاختصاص أجمع العديد من المربين الذين التقيناهم على أن هذه الظاهرة ليست ضرورية كما يعتقد البعض فليس كل التلاميذ في حاجة إليها وتأكد المعلمة حنان بن نية أن المستوى الدراسي للتلميذ هو الذي يفرض متابعته لدروس التدارك من أجل تجاوز النقائص وتحسين المستوى ويؤكد المعلم التواتي عليبي على أن هذه الدروس تساهم في دعم المعلومات التي يتلقاها التلميذ في القسم شرط أن تكون مدروسة وأكد في هذا الإطار على أفضلية الدروس الخصوصية داخل المؤسسات التربوية لأن المعلم يدرك جوانب النقص في تلاميذه وهو القادر على مساعدتهم لتجاوزها خاصة أن التلميذ عند دراسته خارج المؤسسة بإمكانه تجاوز البرنامج التربوي أو اكتساب معلومات خاطئة. الابتعاد عن المادية في الدروس الخصوصية يقول السيد جمال ببة (مساعد مدير مدرسة) أن هناك بعض المربين غايتهم من الدروس الخصوصية كسب المال ولذلك لا بد أن تخضع للمراقبة من قبل الإدارة الجهوية للتعليم ويدعو الأولياء إلى عمل متواز مع المربي من خلال مراقبة أبنائهم... السيد حسين برهومي (مدير مدرسة) بدوره يؤكد على ضرورة متابعة ومراقبة الدروس الخصوصية لتحصل الإفادة وهو يطالب بمتابعة رسمية وصارمة لهذه الدروس ليتمكن التلميذ من الاستفادة منها.