تفاعل المربون ايجابيا مع مشروع الزمن المدرسي المقترح على وزارة التربية من طرف معلم التطبيق اول ومدير مدرسة تاوجوت بمطماطة السيد جلول البلعزي... عدد من المعلمين جاؤوا «الشروق» ليتحدثوا عن المشروع وأهميته التربوية والتنظيمية. ويتمثل المشروع الذي عرضه المربي جلول البلعزي على سلطة الاشراف في انتظار رد يمكن ان يمثل حلا لجميع مديري المدارس الابتدائية في مفتتح كل سنة دراسية بتقديم جداول زمنية موحدة لكامل البلاد التونسية ويعتمد اساسا على فكرة توفير يوم راحة اضافية للتلميذ اسبوعيا ويكون فيه التوقيت الاسبوعي للمربين موحدا ولا يتجاوز 23 ساعة بما ان القاعة الواحدة يمكن استغلالها لقسمين ومعلمين مختلفين وتكون الحصص الصباحية للقسم الاول ذات ساعتين ونصف الساعة والحصص المسائية بساعتين وهو نفس التوقيت بالنسبة للقسم الثاني مع تبادل الادوار وتجمع بينهما يوم الجمعة حصة مستحدثة للتنشيط الثقافي لقسمي القاعة ومعلميها وهو ما يؤدي الى زمن متوازن للتلميذ والمعلم طيلة الاسبوع بمعدل 4 ساعات ونصف الساعة يوميا وهو ما يمكن تسميته «الزمن الاداري المدرسي الموحد على جميع المدارس الابتدائية». هذا المشروع يعفي آليا مدير المدرسة من اعداد تنظيم بيداغوجي خاص بمدرسته ويعفي المندوبيات والتفقديات من المصادقة على تنظيمات المدارس كما يعفي المديرين والمندوبيات من اعداد الاهرامات باعتباره تنظيما مستقرا يمكن اعتماده لعقود قادمة ولا يلغى مع نهاية كل سنة دراسية لتعويضه بآخر في مفتتحها. السياحة الداخلية والتشغيل يقدم مقترح الزمن المدرسي الموحد حلولا جاهزة لقضايا مهنية جوهرية ووطنية لعل أولها تنشيط السياحة الداخلية باعتماد يومي راحة (السبت والاحد) لتتمكن العائلات من زيارة مواقع تاريخية واثرية واطلاع الابناء على المخزون الثقافي والتراثي للبلاد والتخفيف من التعويل على السائح الاجنبي الذي يبقى رهين الاوضاع الخارجية والامنية. ويساهم المشروع ايضا في توفير ما بين ألف و20 ألف موطن شغل عبر التخفيض في ساعات العمل عند بلوغ المربي لسنوات أقدمية تصل الى 31 سنة لينتفع المعلم حينها بتخفيض نصف ساعات عمله بطريقة عملية رياضية بحتة فيشتغل 11,5 ساعة أسبوعيا لمدة أربع سنوات قبل التقاعد في حين يطالب باقي المعلمين بالعمل 23 ساعة اسبوعيا ووفق هذه الصيغة يمكن زيادة عدد المعلمين وفتح باب التشغيل لاصحاب الشهائد. الفائدة الثالثة لمشروع الزمن المدرسي هي مسألة المحفظة الثقيلة التي يعاني منها التلاميذ وتؤرق أولياءهم وقد طرح الموضوع اكثر من مرة ولم يتم التوصل الى نتيجة عملية فعالة كالنتيجة المقترحة عبر المشروع الذي يمكن التلميذ من ان يدرس المواد العربية والمواد الفرنسية في حصص مغايرة فلا يلتقيان ابدا في الفترة الصباحية او الفترة المسائية بما يجنبه حمل كل كتبه دفعة واحدة. مشروع الخبرة والتجربة بشير النوري معلم تطبيق مكلف بعمل اداري بالمندوبية الجهوية للتعليم بقابس يعبر عن اقتناعه بمشروع الزمن المدرسي الموحد باعتباره «صادرا عن رجل تعليم مارس المهنة سنوات عديدة وخبرها وخبر جزئياتها ونقائصها بما جعله يبادر في محاولة لاصلاح المنظومة ولكن الشيء المؤسف انه رغم التشجيع على المبادرات لاصلاح التعليم فان مشروع المربي البلعزي لم تلتفت اليه الوزارة وتأخذه مأخذ الجد او تطلع عليه وتتبناه حتى في اطار تجربة صغيرة يقع تعميمها اذا أثبتت جدواها وستثبته ان اخذوه بالجدية اللازمة». حمادي معلم تطبيق اول يتحدث عن الزمن المدرسي بالكثير من الحماسة معتبرا انه جاء نتيجة تضحية «وارى فيه تخفيفا كبيرا على التلميذ الذي اصبح مذبذبا ومكبلا بكثرة المواد وثقل المحفظة وفيه ايضا تخفيف على الأولياء لمتابعة ابنائهم وهذا المشروع يتطلب مساندة من الاطار البيداغوجي المشرف وهو ما لم يحدث مع زميلنا في حين ان المشروع في صالح المجموعة الوطنية» قناوي معلم اول بمطماطة الجديدة يستعرض النقاط الايجابية للمشروع بحماسة المقتنع بجدواه «من نقاط قوة المشروع هو التخفيف من عدد ساعات التدريس للمعلم والتلميذ كما يساعد الزمن المدرسي الموحد على توطيد العلاقة بين المربي وتلميذه نتيجة الاستمرارية في تدريس نفس المجموعة طيلة مراحل التدريس الابتدائي ويكون المربي على اطلاع بنقاط ضعف التلاميذ فيسعى الى تجاوزها». ويختم المربي حديثه بقوله «كما ان توحيد الزمن المدرسي على كامل تراب الجمهورية يجعل المربي مرتاح البال ويرضيه ويبعده عن الخصومات الناتجة عن الاختلافات في الجداول الزمنية التي تتدخل في تحديدها ميولات المدير ومحاباة بعض المعلمين على حساب زملائهم».