الخيار الثالث هل هو حزب جديد سينضاف إلى قائمة القوى الوسطية أم حركة مفتوحة للمنشقين من أحزابهم والمستقلين؟ وما هي دواعي هذا الخيار؟ «لا نريد بناء حزب جديد منفردين بل سننتظر التفاهم مع القوى الأخرى بدءا بتجميع المستقيلين من التكتل ثم الانطلاق للحوار مع بقية القوى» هذا ما صرح به السيد صالح شعيب خلال الندوة الصحفية التي عقدت أمس بأحد نزل العاصمة وحضرها إلى جانبه كل من جمال القرقوري ومحمد العلوش عضوي المجلس التأسيسي وسامي الكراي وعبد العزيز درغوث ومجدي زكرونة وجميعهم مستقيلون مؤخرا من التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات.
صالح شعيب تحدث كذلك عن أسباب فشل الترويكا في تحقيق أهداف الثورة المتمثلة في الكرامة والعدالة الاجتماعية بين الجهات من خلال تواصل الاعتصامات والاحتجاجات والاضرابات وكذلك الفوضى الموجودة في كامل الجمهورية وغياب الأمن على حد تعبيره. واعتبر ان حكومة الترويكا لم يكن تحالفها مبنيا على اساس برنامج واضح بل تم التحالف على اساس توزيع الحقائب الوزارية متسائلا «كيف يتحالف حزب ليبيرالي مع حزب اشتراكي»؟ كما اعتبر الاعتماد على ميزانية الباجي قايد السبسي خطآ كبيرا أدى الى غياب الرؤية الواضحة اضافة الى الارتجال والمحاصصة الحزبية في تعيين الوزراء والولاة وكبار المسؤولين.
اما السيد عبد العزيز درغوث المستقيل عن جامعة اريانة فاعتبر ان الخيار الثالث هو خيار العقل والقلب وهو خيار ديمقراطي يأتي بين الحكومة وجماعتها والمعارضة الحالية قائلا « نريده مسارا للتوحيد والاحترام والقوة بمفهومها الايجابي .
خارطة الطريق
في اجابة ل«الشروق» حول الاجندا التي سيتبعها الخيار الثالث بين الحاضرون ان الاولوية الحالية هي تركيز الهيكلة الداخلية والاتصال مع التيار الاصلاحي المنشق عن الاحزاب الاخرى وسيتم خلال المرحلة الاولى تركيز هياكل تنسيقية جهوية ثم وطنية من اجل البناء الجماعي لبرنامج واهداف الحزب الجديد الذي سيضم عدة تيارات وافكار والتوجهات سيحددها المنخرطون أنفسهم والنية تتجه كما صرحوا للتحالف مع المنشقين من الحزب الديمقراطي التقدمي والمؤتمر من اجل الجمهورية والمستقلين للمضي في تحقيق اهداف الثورة والقطع مع الماضي.
التكتل فاقد للقيادة والسبسي مؤسس المنظومة الاستبدادية
صرح المنشقون من التكتل انه أي التكتل يحكمه محمد بنور وليس مصطفى بن جعفر وانه يشكو من الهيكلة مبينين انهم استنفدوا كل الحلول للاصلاح غير انهم وجدوا انفسهم مكرهين للخروج لاختلاف الرؤى والعقلية .كما بينوا انهم يختلفون مع حزب خميس كسيلة الذي اعلن منذ البداية عن تشكيل حزب عكس توجههم لبناء تيار سياسي يضم جميع المناضلين الذين يؤمنون بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية ويقطعون نهائيا مع الماضي. كما اعتبروا الحزب الجمهوري لن ينجح في خياراته بما ان له ثقاقة سياسية قديمة تعتمد على الشخصنة والفردية وفي نفس الاطار اعتبروا تواجد الباجي قايد السبسي عبر مبادرته استنساخ للماضي فالباجي كما صرح سامي الكراي من مؤسسي المنظومة الاستبدادية عندما اتيحت له فرصة البناء الديمقراطي.
صالح شعيب اشار كذلك ان الخيار الثالث سيصبح قريبا الكتلة الثانية في المجلس التاسيسي بانضمام المنشقين من التكتل والمؤتمر والمستقلين وعددهم حوالي أربعين نائبا.
ترشحي رسالة سيفهمها من لهم حساسية ضدي
حول اعلانه الترشح للرئاسة عن الخيار الثالث وبصفة مستقلة أكد صالح شعيب انه سيترشح للانتخابات الرئاسية ان رشحه زملاؤه في الحزب الجديد أو بصفة مستقلة وأرجع تمسكه بالترشح الى رسالة يريد توجيهها إلى من يعتقد ان الترشح حكرا عليه ورسالة إلى من له حساسية ضدي قائلا «المحساس تاكلو مرافقو» في اشارة اعتبرها البعض موجهة إلى مصطفى بن جعفر.