محكمة جنايات القاهرة تحدّد بعد غد السبت مصير الرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي يواجه عقوبة بالسجن تتراوح بين 10 أعوام و25 عاما والذي قد يصبح أكبر سجين في مصر التي تشهد عودة الاحتقان الى العلاقة بين «العسكري» والبرلمان وكذلك الى الميدان.. ميدان التحرير. تسدل محكمة جنايات القاهرة بعد غد السبت الستار عن «محاكمة القرن» المتهم فيها الرئيس السابق محمد حسني مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي وستة من مساعدي الأخير بتهمة قتل المتظاهرين.
ثلاثة سيناريوهات
ويتوقّع خبراء قانونيون وفق صحيفة «اليوم السابع» المصرية ثلاثة سيناريوهات لإدانة مبارك أولها إثبات ادّعاء الحق المدني والنيابة أن قوات الأمن أطلقت الذخيرة الحيّة على المتظاهرين وبالتالي ثبوت تهمة التحريض والاشتراك بالقتل وبذلك قد يحكم على الرئيس المصري السابق بالسجن لعشر سنوات حتى لو لم يكن على علم بالأحداث أو لم يصدر أمرا بفضّ المظاهرات.
أما السيناريو الثاني فهو ثبوت الادعاء بأن مبارك علم بعمليات قتل المتظاهرين واستهدافهم بالذخيرة الحيّة ولم يعط أمرا بوقف القتل فسيكون بذلك متهما بالتآمر في جرائم قتل ويواجه بالتالي عقوبة السجن لمدة 25 عاما.
أما السيناريو الأخير وهو إثبات إصدار مبارك أمرا بوقف المظاهرات بالقوة وقتل المتظاهرين وفي هذه الحالة يواجه عقوبة الاعدام لقتل عدد من المتظاهرين سلميا مع سبق الإصرار إلا أنه مستبعد حدوثه.
ولا يواجه مبارك أي تهمة جديدة لكن نجليه علاء وجمال اللذين يحاكمان معه بتهمة استغلال النفوذ وإهدار المال العام يواجهان قضية جديدة بتهمة التلاعب في البورصة رفعت ضدهما وضد سبعة أشخاص آخرين وفق ما قاله التلفزيون المصري أمس.
احتقان جديد
ويتزامن إسدال الستار عن محاكمة مبارك مع عودة الاحتقان الى مصر على خلفية حالة الطوارئ ونتائج الانتخابات. وبالفعل فإن العمل بقانون الطوارئ ينتهي اليوم وبموجب الاعلان الدستوري فإنه يجب الحصول على موافقة البرلمان على تمديد العمل بالقانون لكن مجلس الشعب المصري يرفض ذلك.
وحسب النائب الاسلامي عصام العريان فإن برلمان الثورة لن يمدّد العمل بقانون الطوارئ لأن العمل بالطوارئ هو أحد الأسباب المهمة التي قامت من أجلها الثورة. ولا يستبعد الخبراء توصل المجلس العسكري الى حل وسط مع البرلمان حول هذا الأمر.
وتبدو التهدئة بين البرلمان والمجلس العسكري أمرا ضروريا في ظل العودة المحتملة للاحتقان والمواجهات اعتبارا من الغد بمناسبة المظاهرات المليونية التي ينظمها الرافضون لفوز الفريق أحمد شفيق الذي سيواجه في الدور الثاني للانتخابات المرشح الاسلامي محمد مرسي. ويرى مراقبون أن الأسابيع الثلاثة الأولى لشهر جوان القادم ستكون ساخنة في مصر.