تباينت ردود الافعال في جندوبة حول ما جاء في اللقاء التلفزي لرئيس الحكومة المؤقتة السيد حمادي الجبالي وتراوحت بين القبول لما يحمله من إجراءات والتحفظ على اعتبار صعوبة تطبيق الوعود في نظر البعض الذي يعتبره تسويقا. الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة اعتبر أن الخطاب الأخير للجبالي يحمل مؤشرات إيجابية خاصة فيما يتعلق بعدة مسائل تعد جد هامة بالجهة على نحو مسألة العنف المتأتي من العناصر المحسوبة على السلفية وكذلك التنمية والتشغيل التي هي كذلك من المسائل التي تشغل بال أبناء الجهة وقد كان الخطاب عاما وتفعيل ما جاء فيه من تطمينات يتطلب كثيرا من الجرأة والوقت لأن التطمين وحده لا يكفي بل يجب تطبيق الأقوال على أرض الواقع .
من جانبه اعتبر النائب بالمجلس التأسيسي السيد ضمير المناعي خطاب الجبالي يتنزل ضمن التطمين للشارع الذي فقد الأمن والأمان أولا والثقة الكافية في الوعود لأن مشاغل الجهة كثيرة وتتطلب جرأة ما بعدها جرأة في تغيير الواقع بقياس 180 درجة وهي مسألة تبدو بعيدة المنال قياسا بالوقت الراهن فالملفات كثيرة والأولويات في تنفيذ الوعود تبدأ بالتصدي لظاهرة العنف مهما كان مأتاه ومبرراته حتى يستعيد المواطن إحساسه بالأمان وهذه مسؤولية الحكومة في المقام الأول أما مسألة التنمية فلا بد من نفض الغبار عن الجهة التي أعطت الكثير للبلاد ولم تنل غير السراب وفي هذه المسألة لا بد من منوال تنمية خاص للجهة على اعتبارها من المناطق الداخلية بامتياز . الأقوال يجب أن ترتقي إلى أفعال ...
أكد السيد حسن العيادي ( رئيس قائمة مستقلة وناشط نقابي وحقوقي ) أن الأقوال التي تضمنها خطاب رئيس الحكومة وبقدر ما تحمله من مؤشرات إيجابية فإنها يجب أن ترتقي إلى مستوى الأفعال لأن لا شيء يقلص من الهوة بين المواطن والمسؤول في الوقت الراهن سوى أفعال على أرض الواقع وهي أفعال تشمل الأمن بالجهة والتنمية والتشغيل لأن الجهة فعلا تبقى رغم نقائصها تحتاج لوقفة جريئة حتى لا تخسر موقعها كجهة سياحية وحدودية تتطلب استراتيجية أمنية وتنموية واقتصادية خاصة تتجاوز معها هاجس الخوف أولا وخطوط التهميش والفقر اللذين ضربا بقوة.
السيد منجي السلامي(مربّ) يرى أنه بات من الضروري في مثل هذا الظرف بالذات أن يرقى خطاب المسؤول إلى الأفعال لأن المواطن فقد الثقة في الوعود خاصة وقد تعاقبت حالة الانفلات الأمني بالجهة وطال العنف في عديد المرات الممتلكات العامة والخاصة وكذلك تراكمت ملفات غياب التنمية والتشغيل وتدهور المقدرة الشرائية للمواطن وهي كلها عوامل أثرت على نفسيته و أصبح يشعر بشيء من الإحباط والتشاؤم من القادم. صحيح أن خطاب رئيس الحكومة السيد حمادي الجبالي مطمئن بامتياز لكن يجب ومنذ اللحظة التسريع في فرض الأقوال على أرض الواقع ليستعيد المواطن بعضا من الثقة ويزول عنه هاجس الخوف من قادم مؤشراته مجهولة . آن الأوان لعودة الطمأنينة الاجتماعية والاقتصادية
يعتبر السيد حاتم هواوي ان خطاب رئيس الحكومة يحمل مؤشرات إيجابية بالجملة ورغم أنه في المطلق وخاصة فيما يتعلق بالجهة وضرورة تطبيق القانون في التصدي لكل أشكال العنف وكذلك مسألة التنمية والتشغيل للقضاء على الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية وعودة الأمن والأمان للمواطن لأن موقع الجهة حساس للغاية من ناحية كونها منطقة حدودية بحرية وبرية ومنطقة غابية حمايتها وإعطاؤها أولوية أمنية هو في حد ذاته مطلب ملح لتجاوز كل الخلافات والتعايش في سلم بين مختلف مكونات المجتمع لأن البلاد عموما تتسع لكل أبنائها مهما اختلفوا .عموما لقد آن الأوان لتعود الطمأنينة للنفوس من الناحية الأمنية والاجتماعية والاقتصادية وذلك بفرض منوال للأمن وآخر للتنمية والتشغيل للحد من البطالة وتطوير البنية التحتية بالجهة التي ظلت مهمشة لسنوات.