أثارت تصريحات السيد حمادي الجبالي رئيس الحكومة خلال اللقاء التلفزي الاخير ردود فعل عديدة في الشارع النقابي والسياسي بجهة قفصة ذهبت في اغلبها الى اعتبار خطاب رئيس الحكومة لا يتناسب مع الوضع الحالي الذي يتطلب التوافق والتهدئة. مكتب قفصة الشروق
السيد علي عبد الله الكاتب العام للنقابة الجهوية للتعليم الاساسي اشار الى ان الحديث المتلفز للسيد الجبالي جاء في مرحلة حساسة من المسار السياسي للبلاد وسيماته الغالبة هي التشنج واعتبر ان المواقف المعبر عنها في هذه التصريحات لم تكن مراعية لطبيعة المرحلة التي تقتضي الوفاق وتكاتف جهود المجتمع المدني للخروج بالبلاد مما هي فيه وخاصة فيما له صلة بالعلاقة مع الاتحاد العام التونسي للشغل ويرى محدثنا انه في الوقت الذي يؤكد فيه الاتحاد سعيه الى التهدئة والحوار لمعالجة المشاكل جاء خطاب رئيس الحكومة موجها اتهامات باطلة للاتحاد والنقابيين في اشارة منه الى تعطيل العمل وعدم مراعاة مصلحة البلاد وذلك في سياق واضح حسب السيد علي عبد الله لتعميق الهوة مع الاتحاد الذي يعتبره محرار البلاد وعليه يضيف محدثنا ان الاقرار بشرعية الحكومة لا يعطيها الحق بان تقول ما تريد وتفعل ما تريد في حين ان المطلوب هو مراعاة المصلحة العليا للبلاد وهو المسار الذي اختاره الاتحاد بدعوته الى الحوار والعمل على ايجاد وفاق وطني اما السيد الناجي علياني الكاتب العام للنقابة الاساسية للتعليم الاساسي بالسند فقد اشار الى ان تصريح السيد الجبالي عكست عدم درايته بملفات وقضايا التعليم الاساسي واضاف ان ذلك برز خصوصا عندما طرحت عليه مطالب القطاع اذ حوصلها في نقطة وحيدة هي منحة العودة المدرسية بل يضيف محدثنا قزمها واعتبرها منحة طباشير والجميع يعلم ان الطباشير تعطيه الدولة مجانا للمعلمين وان منحة العودة المدرسية هي مصاريف يتكبدها المعلم طيلة السنة ليوفر بها وسائل عمل تفيد التلاميذ اضافة الى تأثيث الفضاء المدرسي بالمعلقات وغيرها واضاف السيد علياني انه اذا اراد رئيس الحكومة معرفة حقيقة هذا المطلب ومشروعيته فعليه ان يقوم بزيارات ميدانية للمدارس والاقسام للاطلاع فعلا على ان المعلم هو الموظف الوحيد الذي يصرف من جيبه ويقتطع من ماله من اجل مهنته اما ما تعلق بإشارة رئيس الحكومة الى السنة البيضاء فقد اكد السيد الناجي علياني على ان المعلمين وهياكلهم النقابية هم احرص الناس على انجاح السنة الدراسية مضيفا انه اذا قررت الهياكل النقابية بعد استشارة قواعدها الاضراب الاداري فان المعلمين سينفذونه بكل مسؤولية وتعليقا على لغة الخطاب قال محدثنا : «كنا نتصور ان يكون للطمأنة لكنه تحول الى خطاب تخويف لا يخلو من ابعاد سياسية تدفع الى الاحساس بوجود اتجاه نحو تجريم العمل النقابي. اما السيد احمد العلمي الكاتب العام للفرع الجامعي للصحة وعضوالهيئة الادارية الجهوية لاتحاد الشغل بقفصة فقد اشار الى استغرابه من جعل رئيس الحكومة المنظمة الشغيلة في نفس المرتبة مع الاطراف التي تهدد استقرار البلاد وتعطل عمل الحكومة مؤكدا ان الاتحاد دعامة حقيقية لاستقرار تونس اما فيما يتعلق بتقديم المدرسين وكأنهم يهددون بسنة بيضاء فأشار السيد العلمي ان هذا غير صحيح وان الاتحاد يؤكد على تظافر جهود الجميع لإنجاح السنة الدراسية اما فيما يخص مجال التنمية والحديث عن اللجان الاستشارية التنموية الجهوية فقد بين محدثنا ان الاتحاد لم يكن ممثلا فيها وعليه فان الاختيارات التنموية لا يمكن تحميل الاتحاد جهويا ووطنيا أي مسؤولية فيها . خطاب عام وغير مقنع
من جهته اشار السيد شكري الهرماسي امين عام حزب الثوابت بقفصة ان تصريحات رئيس الحكومة لم تكن مقنعة وأتت في ظروف كانت فيها الساحة السياسية تترقب حلولا لبعض المواضيع الحارقة لكنها كانت عامة ولم تقدم حلولا واجابات شافية للمواطنين خاصة بعد تواتر احداث العنف والاعتداءات في عديد الجهات ورغم ما ثمنه محدثنا من لغة حازمة في رفض مظاهر العنف من قبل رئيس الحكومة فانه اشار الى غياب الترجمة العربية لهذا الرفض على ارض الواقع اذ المطلوب حسب رأيه هو اتخاذ اجراءات عملية إزاء ما يتعرض له الناس من اعتداء على املاكهم وحرياتهم وانتهى السيد الهرماسي الى القول بان لا مصلحة لاحد في التجاذبات المتواصلة بين الحكومة والاتحاد الذي وصفه بالرصانة وتحدث عن جديته في البحث عن مخارج حقيقية لتهدئة الاوضاع ومن ناحيته اعتبر السيد عمار عمروسية عضو القيادة الوطنية لحزب العمال الشيوعي التونسي خطاب الجبالي متشنجا وفيه الكثير من العموميات مضيفا ان ذلك علامة على ان رئيس الحكومة ليس ملما بمجمل القضايا المطروحة حاليا وضرب مثالا على ذلك من خلال حديثه عن اضراب التعليم الاساسي واشارته الى سنة بيضاء وفسر محدثنا ذلك بعدم المعرفة بحقائق الواقع موضحا على سبيل المثال ان منحة الطباشير لا وجود لها ضمن مطالب رجال التعليم وان توفير الطباشير من مشمولات الدولة واضاف السيد عمروسية ان الخطاب فيه رسائل تهديد مبطنة في كل الاتجاهات خصوصا ازاء اتحاد الشغل وقوى سياسية دون التصريح بها منتهيا الى الخطاب في عمومه لا يطمئن الشعب التونسي وهو عكس ما اشار اليه السيد شكري المدب مسؤول الادارة والمالية بالمكتب الجهوي لحزب حركة النهضة بقفصة الذي قال ان هذا التصريح فيه رسائل طمأنة ومصارحة للشارع التونسي رغم انه جاء متأخرا نسبيا واضاف ان حديث الجبالي جاء ليعرف التونسيين بواقع البلاد والصعوبات التي تمر بها مطالبا باستمرار مثل هذه اللقاءات الاعلامية بصفة دورية واكد السيد شكري المدب ان الشارع تقبل تصريحات الجبالي بارتياح وهو الذي جعل عديد النقاط على الحروف حسب رايه سواء في موضوع الواقع الاقتصادي او ظاهرة السلفية او العلاقة باتحاد الشغل التي ثمن محدثنا في سياقها تواصل الحوار مع المنظمة الشغيلة من اجل فض مختلف الاشكاليات وانتهى الى الاشارة الى ان الحكومة سائرة لتجسيم برامجها من خلال الزيارات الميدانية للجهات والاعلان عن المشاريع والاعتمادات المبرمجة لكل جهة .