«يأكل من زادي ويمسكني لكي يقال عظيم القدر...» قد لا يجد عبد السلام اليونسي أفضل من هذه الكلمات التي نطق بها المتنبي لوصف طبيعة علاقته مع جمال العتروس بما أن هذا الأخير «استغل» الكرم «الطائي» لليونسي دون أن يمنحه صلاحيات تذكر صلب الإفريقي. «الشروق» تحدثت إلى عبد السلام اليونسي الذي قضى أكثر من موسمين على رأس فرع كرة القدم بالنادي الإفريقي وذلك لاستفساره عن عدة مواضيع عالقة في مقدمتها إمكانية ترشحه لرئاسة الفريق وكذلك الغموض الذي يرافق إلى حد الآن ملف التشادي إيزيكال...
في البداية، هل قمت فعلا بضخ أكثر من مليار و50 ألف دينار في خزينة فريق باب الجديد؟
نعم، إنه المبلغ الذي وهبته لفريقي مع العلم أنه بحوزتي عدة مستندات ووثائق تؤكد كلامي ذلك أنني تكفلت بتسديد المستحقات المالية لبعض اللاعبين بالإضافة إلى تأمين الديون الخاصة بصفقتي أمين السلطاني ومحمد علي اليعقوبي... وأريد أن أؤكد أنني لن أطالب هيئة الإفريقي بمليم واحد فقد قرّرت أن يكون هذا المبلغ هبة من شخصي للأحمر والأبيض.
كل الأطراف تؤكد أنه كان بإمكانك استغلال الاحترام الذي تحظى به في صفوف جماهير النادي لتقديم ترشحك لرئاسته، فما تعليقك على ذلك؟
لقد طلبت مني العديد من الأطراف المعروفة بعشقها للأحمر والأبيض اتخاذ هذا القرار لاقتناعها بقدرتي على الاضطلاع بهذا المنصب الذي يعدّ شرفا لكل محب حقيقي للأحمر والأبيض ولكنني قررت عدم الترشح لرئاسة الفريق وسأواصل في المقابل دعمي المعنوي والمادي للفريق، سواء كمسؤول أو كمجرد محب.
ماذا تعرف عن السيد سليم الرياحي وهل يمكن أن تواصل العمل صلب الإفريقي في صورة أصبح الرياحي رئيسا للنادي؟
شخصيا لا أعرف سليم الرياحي ومع ذلك فأنا مستعد للعمل مع أي شخص قادر فعلا على خدمة النادي الإفريقي.
هل يعني هذا أن الهيئة المديرة الحالية برئاسة العتروس عجزت عن القيام بواجبها؟
الهيئة الحالية افتقرت إلى عنصر الانسجام فرئيس الفريق هو الوحيد الذي يتخذ كل القرارات وأنا شخصيا ساهمت في حل العديد من المشاكل العالقة على غرار تجديد عقود بعض اللاعبين في وقت سابق مثل وسام يحيى وألكسيس والمويهبي ووفرت المستحقات الخاصة بالمهاجم إيزيكال (الرواتب والمنح).. ومع ذلك فإنني كنت مسؤولا غير فاعل أي أن وجودي كان صوريا فحسب ولا يحق لي اتخاذ أي قرار تماما كما حدث في ملف المدرب «براتشي» حيث عارضت بشدة تعاقد الفريق معه بحكم أنني كنت أعرف أنه من الفنيين الفاشلين... لذلك أعتبر شخصيا أن تجربتي مع الفريق كانت فاشلة لأنني لم أنجح في تطبيق العديد من الأفكار التي كنا سنتمكن من خلالها من الارتقاء بالنادي الإفريقي إلى المكانة التي يستحقها.
مرّت فترة طويلة على تعاقد النادي الإفريقي مع المهاجم التشادي ومع ذلك فإن هذا الملف مازال غامضا إلى حد الآن فهل من تفسير واضح لهذه المسألة؟
أؤكد أن جمال العتروس لا يتحمّل مسؤولية ما حدث في صفقة انتقال إيزيكال إلى الإفريقي قادما من اتحاد البليدة بحكم أن إيزيكال وقّع لفائدة نادينا يوم 12 جانفي 2011 أي أثناء الفترة التي كانت هيئة المرحوم الشريف باللامين تشرف فيها على الفريق وقد اعتقدت بعض الأطراف أن معز الطرابلسي (ابن شقيقة ليلى بن علي) تولى دفع قسط من الأموال الخاصة بإتمام هذه الصفقة بحكم أنه كان من أحباء النادي الإفريقي وهو أمر عار من الصحة بحكم أن معز الطرابلسي لاذ بالفرار قبل عدة أيام من توقيع العقد ثم هل يعقل أن يكون هذا الشخص منشغلا في تلك الفترة بالنادي الإفريقي وهو الذي كان يسابق الزمن للفرار من تونس صحبة أفراد عائلته مع العلم أن معز الطرابلسي كان من الأحباء الحقيقيين للإفريقي وقد وقفت على هذا الأمر بنفسي بحكم أن الرجل كان يصر على مرافقة الفريق حتى أثناء رحلاته إلى خارج تونس كما أنه لم يكن يفوّت أبدا حضور مقابلات الفريق على الصعيد المحلي ولا أنكر أن علاقتي كانت جيدة مع هذا الرجل شأني في ذلك شأن بقية مسؤولي النادي ولا يعقل أن ننقلب بين عشية وضحاها ونخفي كل هذه الحقائق... لذلك أؤكد أن الإفريقي لم يدفع مليما واحدا في صفقة إيزيكال وهي مناسبة لنشكر الأشقاء في الجزائر وتحديدا محمد الزعيم والحاج إلياس... لأنهما أظهرا تفهما كبيرا في بداية الأمر للوضعية الصعبة التي عاشها الإرفيقي وذلك قبل أن يقرر مسؤولو البليدة اللجوء إلى ال«فيفا» للحصول على مستحقاتهم ويذكر أن هذه المسألة لن تشغل مطلقا عائلة الإفريقي بحكم أن إيزيكال تلقى عرضا مغريا يقدر ب500 ألف أورو وهو مبلغ يكفي لتسديد مستحقات الفريق الجزائري بل إن الإفريقي سيغنم 200 ألف دينار بما أن الفريق لن يدفع إلا 800 ألف دينار للفريق الجزائري... مع العلم أنه حزّ في نفسي كثيرا أن يُقدم أحد المدعمين البارزين للفريق على اتهامي باطلا بتبييض الأموال! وقال هذا المدعم أيضا إن إيزيكال لا يساوي أكثر من 20 ألف دينار وذلك بالرغم من أن 30 مليون جزائري يدركون الإمكانات الفنية التي بحوزة هذا اللاعب، وقد سعت بعض الأطراف إلى انتقاد اللاعب إيزيكال بالرغم من أن هذه الأطراف هي التي جلبت في السابق محمد علي الغرزول وأوتورغو ونجيدو.. والذين أثقلوا كاهل الفريق قبل أن يتم التخلص منهم بشق الأنفس.
نترك لك كلمة الختام... فماذا تقول؟
أنا متأكد أن الإفريقي في حاجة إلى عنصر الاستقرار الإداري فحسب أما الدعم المالي فهو متوفر بحكم أن كل رجالات الأحمر والأبيض عبّروا عن استعدادهم لمساعدة الفريق.