اعترف جمال العتروس في هذا الحوار بأنه لا يملك مثالية عزوز الأصرم أو ثراء حمّادي بوصبيع... ولكن لا أحد ينكر عليه عشقه الكبير للنادي الافريقي الذي تولى رئاسته منذ 25 فيفري 2011.
يقال «إن للنفس أعماقا تشبه أعماق البحر» وذلك ما تشعر به وأنت تتحدث الى رئيس النادي الافريقي جمال العتروس الذي تكلم عن هذه المرحلة الفارقة من تاريخ فريق «باب الجديد» متنهدا.
في البداية كيف تحكم على أداء إدارة النادي الافريقي منذ أن تسلمت رئاسة الفريق في شهر فيفري 2011؟
لن أبالغ إذا قلت إن رئاسة فريق بحجم النادي الافريقي أشبه بمن يحمل أثقال الأرض والسماء إذ أنني أعتبر النادي الافريقي أكبر «مؤسسة» على الاطلاق في بلادنا فهذا النادي يعشقه الملايين من الناس وأكاد أجزم بأن وسائل الاعلام نفسها لا تستطيع العيش بدون تغطية كل ما يتعلق بفريق «باب الجديد» لذلك أظن شخصيا أن الكلمة الأنسب لوصف الافريقي هي عبارة «دولة داخل الدولة» أما بخصوص فترة رئاستي للنادي الافريقي فأؤكد أنني لا أملك عصا سحرية حتى أتمكن من بناء فريق عتيد في ظرف زمني وجيز ومع ذلك فقد حاولنا أن ننجز عدّة أشياء سيذكرها بكل تأكيد التاريخ وفي مقدمتها بلوغنا الدور النهائي لكأس «الكاف» وانهزامنا بركلات الترجيح وذلك بعد أن غاب الافريقي عن الأدوار النهائية القارية لمدّة 12 عاما كما عملنا على تحسين البنية التحتية للفريق وذلك من خلال انجاز عدّة ملاعب خاصة بالتمارين داخل حديقة منير القبائلي.
بما أنك تحدثت عن الحديقة «أ» اعتبر جمهور الافريقي أنك أخلفت وعدك بخصوص الحلة الجديدة لمقر الافريقي وذلك حسب ما جاء في برنامجك الانتخابي، فماهو تعليقك على ذلك؟
نعم لقد وعدنا جماهير النادي الافريقي بأن يصبح مدخل الحديقة «أ» أشبه بالهندسة المعمارية لباب الجديد بوصفه المعقل التاريخي لفريق «الشعب» ولكن ما قد يخفى على بعض الاطراف اننا لم نستطع انجاز هذا المشروع الى حد اللحظة لأسباب خارجة عن نطاقنا وتتعلق أساسا بالجوانب الفنية بحكم أن نوعية الأرض التي بني عليها مقر الفريق غير صالحة لمثل هذه المشاريع ومع ذلك فإنني أؤكد بأننا قمنا بمجهودات كبيرة جدا لتحسين البنية التحتية.
هل تعتقد أنك كنت في حاجة الى المزيد من الوقت لتنفيذ ما وعدت به جماهير الافريقي؟
بكل تأكيد فنحن كنا نخطط الى تكوين فريق قوي قادر على المنافسة على الألقاب على المستويين المحلي والقاري.
ولكن هل يمكن تكوين فريق قوي من خلال تسريح أبرز ركائزه؟
إن كنت تقصد كريم العواضي فأظن أننا فعلنا المستحيل لاقناعه بتقمص أزياء النادي الافريقي مجددا بعد عودته من فريق دوسلدورف لكنه رفض ذلك بل إنني شعرت أنني أخاطب فرانس بيكنباور عندما فاتحته في هذا الموضوع بحكم أنه كان يخاطبني باللغة الألمانية! (مبتسما) قبل أن أطلب منه أن يتكلم معي بالانقليزية على الأقل حتى أتمكن من فهمه... أما بخصوص اللاعب وسام يحيى فقد قضى عدّة سنوات صلب النادي الافريقي وأحرز معه على لقب البطولة وكان من الطبيعي أن لا أرفض تسريحه ليحترف في البطولة التركية وأظن ان تفريطنا في اللاعب الكامروني ألكسيس موندومو كان منطقيا الى أبعد الحدود إذ كيف يفوت الافريقي على نفسه الظفر بمبلغ مالي يقدر بحوالي 750 ألف دينار.
وماذا عن خالد السويسي؟
خالد السويسي ابن النادي الافريقي وقد تحدثنا إليه بعد عودته من البطولة الفرنسية بخصوص التحاقه مجددا بالافريقي وأظن أننا اتفقنا معه على ذلك.
من المؤكد أن النادي الافريقي تضرر كثيرا من غياب المداخيل المتأتية من الجماهير، فما هي الأطراف التي كانت تساعدكم ماليا؟
انهم بكل تأكيد السادة حمادي بوصبيع بدرجة أولى ثم عبد السلام اليونسي ومنير البلطي وكمال ناجي وسليم الرياحي.
لكن ماذا عن «كبار» الأحمر والأبيض؟
ان كنت تقصد الرؤساء السابقين للافريقي وبقية رجالاته... فإنهم غائبون!
لو تحدّد لنا حجم المساعدات التي ضخها سليم الرياحي خزينة الأحمر والأبيض؟
المبلغ الذي قدمه سليم الرياحي لفائدة الافريقي في حدود 340 ألف دينار وذلك على النحو التالي: 200 ألف دينار ليلة انتخابات 23 أكتوبر 2011 و50 ألف دينار في باب تحسين البنية التحتية وقدم 90 ألف دينار عشية لقاء الأجوار.
تؤكد بعض المعطيات أنك تدفع رئيس فرع كرة القدم عبد السلام اليونسي دفعا لمنافسة سليم الرياحي في الانتخابات القادمة للنادي، فما تعليقك على ذلك؟
أظن أن عبد السلام اليونسي قدم الكثير للنادي الافريقي وهو جدير بمنصب رئاسة الاحمر والأبيض والأمر نفسه بالنسبة الى سليم الرياحي وأعتقد شخصيا أن الافريقي في حاجة الى مجهودات جميع أبنائه سواء تعلق الأمر بالسادة حمودة بن عمار وفريد عباس وكمال إيدير... أو كذلك جميع أحبائه لأن الفريق بحوزته كل ممهدات النجاح.
وماذا قدمت أنت للأحمر والأبيض؟
يُقال إني قدمت للافريقي دينارا واحدا... لكني أؤكد أني أرفض ببساطة الحديث عن الخدمات التي قدمتها للفريق كما أنني لست من الأشخاص الذين التحقوا بالافريقي حتى تفتح أمامهم الأبواب على مصراعيها لاقتحام ميادين أخرى كالسياسة.
ماذا حدث في الجلسة التنقيحية للافريقي بتاريخ 11 ماي الجاري؟
انها محاولة «انقلاب» وإلا كيف يتحكم شخص مثل رشيد الزمرلي في قوانين النادي الافريقي ومع ذلك فقد قررنا عدم الطعن في هذه الجلسة العامة خدمة لمصلحة النادي الافريقي.
وما تعليقك بخصوص اتهام عدل التنفيذ رازي عباس بالولاء للهيئة المديرة؟
إنه بريء من هذه التهمة فالرجل كرس نفسه لخدمة مصلحة الفريق وذلك في اطار عال من الحيادية... وكنت أتمنى شخصيا أن يتجنب النادي الافريقي تلك التجاوزات التي حدثت أثناء الجلسة التنقيحية وأؤكد أنها أساءت للافريقي وجعلت عدة مستشهرين يسحبون ثقتهم من النادي مع العلم أنني لم أقدم استقالتي وسأظل رئيس الافريقي حتى انعقاد الجلسة العامة الانتخابية الاستثنائية.