يعتبر مشروع تهيئة الساحل الشمالي بصفاقس المعروف بمنطقة «تبرورة» من أهم المشاريع وأكبرها في التصالح مع البيئة.. هذا المشروع الذي يجري إنجازه من مدة تعلّق عليه آمال واسعة وينتظر منه الكثير بالنسبة الى سكان مدينة صفاقس. السيد محمد قويدر الرئيس المدير العام لمشروع تبرورة من أبرز المتابعين والمشرفين على هذا المشروع، كان لنا معه لقاء حدثنا فيه عن جملة التطورات التي مرّ بها المشروع وعن أبرز الانتظارات والاهتمامات التي تتركز حوله الآن وذلك من خلال الحوارالتالي:
ما هو وضع مشروع تبرورة في هذه المرحلة؟
بعد الانتهاء من أشغال إزالة التلوث والانتهاء من ردم المساحة الاضافية ب40 هكتارا، قبالة المسرح الصيفي في مارس 2012 انطلقنا في وضع التصورات المستقبلية لواقع هذا المشوع. وقد قامت الشركة بعديد الدراسات، حيث وضعت منذ 2007 مخططا مديريا، ولكن كل هذه أمثلة لم تقع المصادقة عليها في الإبان، ولهذا أعلنّا منذ شهر جانفي 2012 عن إعداد ملف طلب عروض وطني لاختيار أحسن فكرة مشروع قصد الشروع في إعداد مثال تهيئة تفضيلي للمنطقة.
هل أن هذا التمشي في التهيئة يتطلب وقتا طويلا؟
نحن لم نرجع الى نقطة الصفر، فبعد مرحلة اتصلت بإزالة التكون وبالتوازي تمّ إعداد عديد الدراسات، لكن بعض المهندسين بالجهة أساؤوا الى تاريخ الجهة وغيّبوا عن صفاقس أجواء البحر والبحارة في شاطئ القراقنة. لقد اقترحنا طلب عروض وطني لاختيار أحسن فكرة مشروع وسوف يتم التصوّر الذي نرغب فيه طبقا لدراسة تراعي كافة الجوانب والخصوصيات.
ما هي أهم النشاطات الخاصة بالسنة الجارية؟
إعداد مثال تهيئة تفصيلي وكذلك انطلاق إعداد دراسات أخرى متعلقة بالتهيئة الداخلية للمنطقة التي تمسح 420 هك وذلك بوضع ما يلزم بخصوص الماء الصالح للشراب والتنوير.
على ما يبدو أن هناك معوقات جدية أمام المشروع وهو بحاجة الى موارد ضخمة لإنجاح المشروع، لكن رغم هذا هل بدأت تبرورة في بيع المقاسم كما يتداول في ذلك الحديث؟
من حسن حظ المدينة أن المشروع بقي لها لأنه في السابق ليس للشركة الحق في الحديث عن المشروع والرئاسة كانت وحدها مالكة المشروع والذي نؤكده أنه الى حدّ اليوم لم يقع التفويت في أي متر من هذا المشروع وكنا قدمنا الى السلط المركزية شروطا لإنجاحه ولاستقدام المستثمرين. وهنا تتحمل الدولة مسؤوليتها في تهيئة الأحياء المجاورة ورفع النقاط السوداء وإيجاد حل جذري لربط المدينة مع المشروع باعتبار الارتباط منها وبين البحر.
ما هي النقاط السوداء التي تشيرون إليها وهل هي معوقات حقيقية لا بدّ من إزالتها لإتمام المشروع؟
يبقى هذا المشروع فيه شروط نجاح لكنه مازال يعاني من معوقات عديدة وهو يتطلب تدخل الدولة بموارد هامة وذلك لربط المشروع مع المدينة مباشرة عبر خطوط السكة الحديدية، وكذلك دراسة إزالة التلوث من السواحل الجنوبية للمدينة، وأيضا تحويل رصيف شحن الفسفاط وتهيئة الشواطئ القديمة وتهيئة الأحياء المجاورة الى جانب حث السلط المعنية وخاصة البلدية للعمل على إزالة هذه العوائق باعتبار أنها من مشمولاتها.
هل سيراعي المشروع الخصوصيات المعمارية للمدينة القائمة منذ القرن 9 للميلاد وذلك في تناغم مع المدينة العصرية؟
المشروع سيأخذ بعين الاعتبار هذا الثراء المعماري القائم بين المدينة في بعدها العتيق والعصري حيث سيكون مرتبطا بتاريخها وخصوصياتها، ولن تكون الهندسة المعمارية لهذا المشروع منزلة أو مسلطة عليه بل سيرتبط بتاريخها وسورها الخالد.
المشروع مدينة مستدامة وتضيفون أنه سيكون مشروعا ذكيا في ذات الوقت.. فما معنى ذلك وكيف سيتمّ ذلك؟
من حيث الاستدامة هو مشروع في حدّ ذاته مستديم بحكم أنه تمّ تحويل كوم من الفوسفوجيبس الى منتزه حضري ناهيك انه تمّ غرس أكثر من 10 آلاف شجرة. ومن حيث المدينة الذكية انطلقنا منذ مدة ضمن سياسة الجوار بمشروع التوليد الطاقي في المساكن الاجتماعية والبنايات التي ستعمل في المشروع ستكون مجهزة بأحدث الطرق التي تتلاءم مع بيئة نظيفة.
هل ستنتقلون الى دراسة وتهيئة سواحل صفاقس الجنوبية بعد غلق شركة سياب؟
طلبنا الأساسي هو تكليف الشركة من طرف الدولة رسميا بإعداد دراسة التهيئة لسواحل صفاقس الجنوبية وذلك بحكم التجربة والخبرة الحاصلة لدى كوادرها.
ما هو وضع السياحة هذا العام بشاطئ تبرورة بعد الاشكاليات التي طرأت في آخر موسم السنة الماضية؟
السنة الماضية كانت استثنائية وأول سنة يتمّ فيها فتح جزء من الشاطئ للسباحة بفضل تدخل الشركة والمجتمع المدني وشركة الترفيه السياحي والبلدية والسلط الجنوبية، والى حدّ الآن وقعت 3 جلسات لتتأكد من نوعية ماء السباحة ووضع برنامج لتحليل هذه المياه. وقد تعهدت الشركة بتوفير كل الأشغال التي تضمن سلامة المصطافين في الشاطئ، وسيتم اصدار طلب عروض لاستغلال هذه الشواطئ. وسوف نعمل على وضع التجهيزات الضرورية لحماية المصطافين مثل التنوير والأحداث الصحية والسلامة وذلك في انتظار ترخيص الاستغلال.