تراوحت آراء تلاميذ الباكالوريا واختلفت في اليوم الأول من امتحانات الباكالوريا بين الرضاء والاحتراز على ما قدموه خلال الامتحان وامتزجت لديهم أحاسيس الخوف والفرح. فحال وصولنا إلى المعاهد الثانوية أين يجري تلاميذ الباكالوريا بجميع اختصاصاتهم اليوم الأول من الامتحانات وجدنا بعض التلاميذ الذين أكملوا امتحان مادة الفلسفة في حالة استنفار قصوى وهم يسألون بعضهم البعض عما أتوه في هذا الامتحان، فلاحظنا من بدت على قسمات وجهه علامات الارتياح والفرح، حيث يقول التلميذ «غسان شقراني» باكالوريا آداب ويدرس بالمعهد الثانوي محمود المسعدي بنابل «في الحقيقة امتحان مادة الفلسفة كان في المتناول على الأقل بالنسبة لي، فبالرغم من أن موضوع الامتحان لم نكن ننتظر أن يتم طرحه إلا أنني لم أشأ ترك أي شيء للصدفة، فأنا راض عما قدمته خلال اليوم الأول وآمل أن تكون باقي الامتحانات في متناول جميع التلاميذ».
يسرى شيحة وسيف الدين الشوك تلميذان يدرسان مع بعضهما بالمعهد الثانوي بدار شعبان الفهري شعبة الرياضيات لم يكن موقفهما بعيدا عن موقف زميلهما «غسان» فقد عبرا عن ارتياحهما عن مادة الفلسفة بالرغم من وجود بعض الفخاخ في المواضيع – حسب قولهما-.بالرغم من أن امتحان مادة الفلسفة بالنسبة إلى شعبة الآداب يدوم أربع ساعات إلا أن «محمد أمين الدوقاري» يدرس بشعبة الآداب بمعهد دار شعبان الفهري أكمل الامتحان ساعة قبل نهاية الوقت المخصص لذلك وبسؤالنا له عن سبب خروجه في ذلك الوقت أجابنا بكل ثقة في النفس أن الامتحان كان في متناول كل تلميذ استعد كما يجب لامتحانات الباكالوريا. بعض التلاميذ الآخرين كان لديهم بعض الاحتراز والتخوف من امتحان مادة الفلسفة حيث يقول «مصطفى الغميري» شعبة اقتصاد وتصرف إن الامتحان كان صعبا نوعا ما والمواضيع كانت حبلى بالفخاخ والمطبات ولم يخف تخوفه من أن تكون جميع امتحانات المواد الأخرى بنفس درجة الصعوبة، وهو ما شاطره فيه الرأي «لؤي قريرة» شعبة التقنية الذي رأى أن مادة الفلسفة لا تحتكم الى أحكام مسبقة، فالتلميذ لا يستطيع معرفة إن كان قد أدى امتحانا جيدا أو العكس.
الضغط النفسي أو «الستراس» والخوف كان باديا أيضا على وجوه الأولياء وهم ينتظرون أبناءهم للاطمئنان عليهم وعلى ظروف سير الامتحانات، حيث لمحنا إحدى الأمهات وقد بدت عليها علامات الارتباك والخوف وتحمل بيديها كيسا بلاستيكيا كان يتدلى من يديها عكس حالتها النفسية المضطربة فبادرناها بالسؤال عما تنتظره أمام المعهد فأجابتنا باضطراب كبير محاولة إخفاء علامات الخوف البادية على قسمات وجهها «إنني أنتظر ابنتي التي تجتاز حاليا امتحان الفلسفة وقد أردت المجيء للاطمئنان عليها بنفسي، فأنا لا أستطيع البقاء بالمنزل وأتركها وحيدة، حتى أنني أحضرت لها معي بعض المأكولات، فماذا عساي أن أفعل فلن يهنأ لي بال إلا عندما تنجح ابنتي وتحقق نتائج طيبة».