تونس الشروق في مؤتمر صحفي عقده قبيل مغادرته تونس قال لورن كرينر مساعد وزير الخارجية الأمريكي المكلف بالديمقراطية وحقوق الانسان والشغل أن زيارته تأتي في اطار متابعة الزيارة التي قام بها كولن باول إلى تونس، وكذلك تلك التي قام بها وزير الشؤون الخارجية السيد الحبيب بن يحيى إلى واشنطن مؤخرا. وقال ان الرئيس بن علي سيتحول في فيفري المقبل الى الولاياتالمتحدةالأمريكية في اطار زيارة رسمية سوف يتحادث خلالها مع الرئيس الأمريكي. وأضاف قائلا ان هذه اللقاءات الهامة تعكس بوضوح الشراكة والتطلعات المرتقبة التي تميز العلاقات بين البلدين. وأضاف أن باول خلال زيارته تونس قد صرح بأن تونس تلعب دورا قياديا مميزا في المنطقة وهي بمثابة نموذج للنجاح السياسي والتطور الاجتماعي في مجالات تشمل حقوق المرأة ومحو الأمية وكذلك نظام تعليمي متطور، فالغرض الأساسي من هذه الزيارة هو ايجاد طرق لدعم هذا التطور في مجالات حقوق الإنسان والإصلاح السياسي. وأضاف : لقد مكنتني هذه الزيارة من اجراء محادثات بنّاءة وصريحة مع أعضاء الحكومة والمجتمع المدني. وقد أتاحت لنا هذه الفرصة بحث سبل دعم التعددية في المجال السياسي وتطوير وسائل إعلام مستقلة وشفّافة. كما وقع التركيز أيضا على أهمية ترسيخ مبادىء مجتمع مدني ديناميكي، ودعم حقوق الإنسان. وأضاف أن الرئيس بوش قد أعلن منذ سنتين ونصف، وبصراحة أن مهمة الولاياتالمتحدةالأمريكية هي دعم حقوق الإنسان والديمقراطية، وهي من أسس اهتماماتها في المنطقة. وأضاف قائلا : وتخليدا لتاريخ العلاقات الحميمة والشراكة المتينة فإننا نسعى الى اعطاء دفع لمسائل الديمقراطية وحقوق الإنسان في المنطقة. وقال ان هذه الزيارة تأتي في اطار متابعة زيارة باول، التي ساهمت في الحديث عن الديمقراطية في تونس ودعمها. وقد شاهد في تونس قاعدة لقيام الديمقراطية وهي غير موجودة في بلدان عديدة أخرى، مثل ظاهرة الحدّ من الفقر وارتفاع نسبة التمدرس والدور الذي تقوم به المرأة في المجتمع التونسي، وهي قواعد أساسية ونحن نناقش المسألة في اطار علاقاتنا المتينة مع تونس وكذلك اعتقادا منا ان تطور حقوق الإنسان والديمقراطية تساهم في تقدم الدولة ورخاء مجتمعها. وقال ان تونس كان لها بوضوح دور ريادي في هذه المنطقة في عديد المجالات مشيرا انهم يدركون أيضا أن لها قوة كامنة وقاعدة تجعلها قادرة على أن تصبح رائدة في حقوق الإنسان وتمكنها من أن تبني عليها. الارهاب والعنف وقال انهم يعتقدون أن سوء الظروف الاقتصادية في بعض البلدان يمكن أن تفرخ الإرهاب والعنف، وان الديمقراطية وحقوق الإنسان هي مفاهيم لم تعد حكرا على الأوروبيين أو الأمريكيين فقط، ولخص الديمقراطية بأن يكون للمواطنين رأي في حكومتهم وأن يتنافسوا من أجل الوصول الى المناصب السياسية وأن يكون الاعلام حرا وقال ان ما نشهده اليوم في العالم هو وجود معايير دولية للديمقراطية. وفي رده على سؤال حول حقوق الإنسان والمصالح الأمريكية، قال المسؤول الأمريكي أن بلاده لم تتورط أبدا في حرب مع ديمقراطية أخرى، مضيفا، انه لم يحدث في مختلف الحروب التي عرفناها، أن تنازعت ديمقراطيتان. وقال في رده على سؤال حول المعتقلين في العراق وأفغانستان وغوانتانامو، اننا نعي جيدا أننا لا نستطيع أن نفرض الديمقراطية على بلدان أخرى وأنه لا يمكن أن نصدّر الديمقراطية بل فقط نساعد المواطنين الذين يرغبون في تحقيق الديمقراطية في بلدانهم. وقال ان العراقيين والأفغان لم يكونوا في حاجة ان يقنعهم الأمريكيون بحاجتهم للديمقراطية مضيفا إنهم قالوا للعراقيين وللأفغان انه بامكانهم أن يطلبوا رحيل القوات الأمريكية متى كانوا مستعدين لحكم أنفسهم. وقال ان 80 بالمائة من العراقيين يرون أنه بامكانهم أن ينسحبوا، عندما ينجحوا في تشكيل حكومة قارة. وقال انه ليس لواشنطن نوايا أخرى خاصة بالعراق وانهم يرون ان اجراء انتخابات في هذا البلد مناسبة جدا، إلاّ أنه استدرك قائلا ان اجراء انتخابات يتطلب سنة ونصفا على الأقل للاعداد الجيد لها. نحن أصدقاء لاسرائيل واعتبر المسؤول الأمريكي في رده على سؤال بشأن ممارسات اسرائيل ضد حقوق الانسان الفلسطيني، ان هذه الانتهاكات التي دأبت تقارير حقوق الإنسان الصادرة سنويا عن وزارة الخارجية الأمريكية على الاشارة لها تحصل في طار صراع سياسي، وانها ستنتهي حالما ينتهي ذلك الصراع مضيفا أن هذه الانتهاكات هي جزء من هذا الصراع، مشيرا الى أن بلاده تسعى إلى حل هذا الصراع، من خلال خارطة الطريق. واعترف قائلا : اننا اصدقاء لاسرائيل وكذلك لعدة دول عربية في المنطقة، نسعى للعمل معها على انهاء العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأضاف في رده على سؤال حول تبرير التشدد بخطر الأصولية أن الأشخاص ينحون إلى التطرف عندما لا يكون لهم خيار وسط وقال ان الذين يريدون التغيير يجب عليهم ألا يتطرفوا.