تونس الشروق : في لقاء صحفي عقده مساء اول امس في ختام زيارة رسمية لتونس، قال سكوت كربنثر، نائب مساعد وزير الخارجية الامريكي، ان الحكومة العراقية، اوضحت بعد الانتخابات انها لن تطلب انسحابا فوريا للقوات الامريكية من العراق، وأضاف في ردّه على سؤال «للشروق» ان الحكومة الامريكية ستعمل جنبا الى جنب مع الحكومة العراقية، وعبّر عن اعتقاده بأنه قد يأتي وقت ما، نتفق فيه حول جدول للانسحاب. ومن ناحية اخرى، وفي ما يتعلق بالوضع بين الفلسطينين والاسرائيليين، قال سكوت كرنبثر، في ردّه على سؤال للشروق، حول ما اذا كانت بلاده التي تطلب تنفيذ التزامات امنية للفلسطينين، ستعمل من أجل ضمان تنفيذ التزامات اسرائيل الامنية، قال سكوت كرنبثر ان بلاده تبحث في ايجاد حل وسط باتفاق الطرفين، وبتنازلات متبادلة، معتبرا ان ذلك فقط هو الذي يمثل دفعا للمسار الذي انطلق الآن، والذي نتجه اليه بكثير من الامل حسب قوله. تعميق الحوار وكان المسؤول الامريكي، الذي اجرى محادثات مع مسؤولين تونسيين، ومع افراد من المجتمع المدني، قال انه اجرى محادثات صريحة وبناءة معهم، وأضاف ان زيارته لتونس تهدف لتعميق الحوار مع الحكومة التونسية فهي الزيارة الاولى التي يقوم بها مسؤول امريكي لتونس خلال الولاية الثانية للرئيس الامريكي، اضافة الى انه مكلّف ايضا بملف الشراكة بين الولاياتالامريكية والشرق الاوسط التي تحتضن تونس مكتبها المشرف على شمال افريقيا. وقال اننا جئنا لنعبّر للحكومة والشعب التونسي عن التزامنا المتواصل بأن تشهد المنطقة توسعا للديمقراطية. وذكّر المسؤول الامريكي بتصريحات رئيسه في خطاب توليه الرئاسة، وبعد ذلك التزامه، بما أسماه دعم الديمقراطية في العالم، مذكرا ايضا بما قاله بوش بأنه ليس لبلاده الحق او النيّة او الرغبة في فرض الاصلاحات الديمقراطية، في المنطقة، وبأنه سيعمل مع المصلحين عموما في هذه المنطقة، دعما لجهودهم في نشر الديمقراطية. وأضاف سكوت كرنبثر انه لاحظ خلال زيارته ان تونس يمكن ان تكون شريكا هاما للعمل سويا من اجل السلم والاستقرار في العالم، وان تونس يمكن ان تكون رائدة في هذا المجال. وثمّن المسؤول الامريكي ما تحقق في مجال الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي وخاصة التعليم وحقوق المرأة. وقال انه اكد لمحدثيه التونسيين ان تونس وضعت قاعدة اساسية في المجال الاقتصادي والاجتماعي، يمكن ان يبنى عليها في المجالات الاخرى واشار الى ان مبادرة الشراكة بين الولاياتالمتحدةالامريكية والشرق الاوسط تهدف الى دعم مجهودات الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي في هذا المجال. وقال ان قرارات القمة العربية التي انعقدت بتونس كانت هامة جدا من حيث ان الدول العربية نفسها، قد وضعت جدول اعمال للاصلاح. وقد وجدت بعض تلك المفاهيم، والمصطلحات الخاصة بالاصلاح، صداها في منتدى المستقبل الذي انعقد مؤخرا بالرباط. وقال ان في مبادرة الشراكة بين امريكا والشرق الاوسط، العديد من البرامج، التي تدفع باتجاه شراكة اوسع، وهي برامج بصدد التنفيذ، وقد تمسّكنا بضرورة تعميق الحوار اكثر فاكثر مع شعوب المنطقة للتقدم في هذا المجال. ومن ناحية اخرى قال كرنبثر، ان قمة مجتمع المعلومات تعد فرصة هامة جدا بالنسبة لتونس، من حيث انها ستكون تجمعا هاما لقيادات حكومية دولية ولقيادات المجتمع المدني في العالم لمناقشة حاجة المجتمعات من ناحية مجتمع المعلومات، كما ان هذه القمة ستكون فرصة لتونس لاظهار النموذج الذي تمثله في ما تقوم به في مجال مجتمع المعلومات وعبّر المسؤول الامريكي عن ثقته في ان هذه القمة ستكلل بالنجاح. فرنسا شريك وفي ردّه على سؤال حول التصريحات التي ادلى بها الوزير الاول الفرنسي، والتي انتقد فيها الاصلاحات الامريكية، حين قال ان الجغرافيا السياسية لا تصنع في المكاتب، قال المسؤول الامريكي ان فرنسا عضو في مجموعة الثمانية وانها شريك للولايات المتحدة والدول العظمى في التصور المتعلق بالشرق الاوسط وافريقيا، مضيفا انه يتم العمل حاليا مع حكومات المنطقة وشركائنا في مجموعة الثماني لدفع واستحثاث نسق الاصلاحات في المنطقة. وقال انه ليس لبلاده النية في فرض اي اصلاحات وان الدول العربية عبّرت بنفسها عن الرغبة في الاصلاح. وفي ردّه على سؤال حول استعمال القوة قال سكوت كرنبثر، ان رسائل الرئيس هي توسيع رقعة الديمقراطية في العالم. واوضح ان هذه المسألة لا يمكن ان تتم بين عشية وضحاها، مضيفا ان بعض البلدان، مازالت تمثل تهديدا مثل سوريا ولبنان. وقال ان الغاية هي توسيع المشاركة الشعبية في اختيار من يتولى الشأن العام، وان حكومة بلاده ستعمل مع الحكومات والمجتمعات المدنية في العالم لتحقيق الرفاه والتنمية وانها قد تكون هناك ما اسماها مناسبات للنزاع.