يمتد الشريط الحدودي التونسي الجزائري بمعتمدية عين دراهم على مساحات شاسعة من الأراضي المنبسطة تحدها مرتفعات جبلية وجلّ هذه الأراضي صالحة للزراعة وتربية الماشية ويقطنها حوالي 750 عائلة وللنهوض بهذه المناطق شجعت الدولة على الإقبال على الزراعات السقوية. وتمّ في أواخر التسعينات من القرن الماضي إحداث سد بربرة التي بلغت تكاليفه الجملية بما في ذلك المنطقة السقوية المحاذية له بأولاد خميسة والنفق الناقل لمياه الري للمناطق السقوية بجهة فرنانة ما يقارب 360 مليون دينار كما تم إحداث بحيرة جبلية ببحيرة الزيتونة وأخرى بجانب منطقة الجداونية وبالرغم من هذا المخزون المائي الهائل وخصوبة هذه الأراضي إلا أن المساحات المستغلة في الزراعات السقوية بهذه الجهات ما تزال دون المأمول ويبقى العديد منها دون استغلال كالأراضي الموجودة بمنطقة الجداونية والحميل والشواكر إلى جانب عدم بلوغ المنطقة السقوية المذكورة مستوى الإنتاج المطلوب ولتنمية هذه المناطق الحدودية فلاحيا فلا بد من التفكير في بعث مناطق سقوية جديدة وتشجيع صغار الفلاحين والشباب الراغبين في بعث مشاريع في المجال الفلاحي ماديا والإحاطة بهم فنيا حتى يقع الإقبال على تعاطي هذا النوع من الزراعات وغيره من غراسة الأشجار المثمرة ذات المردود الجيد وإذا ما تم التوصل إلى توفير إنتاج عال وبالجودة المطلوبة سواء من الخضر أو الغلال فسيصبح من الضروري التفكير في إحداث معمل للتصبير والتعليب معدا للتصدير إلى القطر الجزائري الشقيق وذلك في نطاق اتفاقية التعاون المبرمة بين البلدين في مجال تنمية مناطق الشريط الحدودي التي سيقع ربطها بالطريق المغاربية التي تم التوصل إلى انجاز قسط هام منها.