بالامكان القول أن لقاء الرأس الأخضر هو الأهم في مسيرة المنتخب خلال هذه المرحلة من التصفيات لأن الانتصار سيعطي شحنة معنوية للاعبين ويضمن صدارة المجموعة بصفة مبكرة. بالنظر الى هذه المعطيات فإن الاطار الفني فضل اللعب بتشكيلة هجومية على عكس التشكيلة التي عول عليها منذ أسبوع في المنستير. المدرب الوطني استغنى عن لاعب وسط ميدان وأقحم مهاجما بالمقارنة مع المقابلة المذكورة وهي مغامرة بالتأكيد.
لمسة بن حتيرة
خلال ربع الساعة الاول غابت المحاولات الا نادرا وكان المنتخب في حاجة الى لمسة صانع الالعاب أنيس بن حتيرة الذي وضع صابر خليفة وجها لوجه، فسجل الهدف الاول وكان من المفروض أن يستفيد المنتخب من تراجع معنويات المنافس لكن العكس هو الذي حصل.
البلبولي مرة أخرى
بعد أن تقدم المنتخب في النتيجة وبدا الارتباك على المنافس عاد هذا الاخير في النتيجة بفضل هفوة قاتلة مشتركة بين البلبولي والهيشري الاول كان خروجه خاطئا والثاني عندما لم يسارع بالعودة الى الشباك ليتحول الى حارس المرمى اذ كان مترددا ومتثاقلا وعندما وصلته الكرة أولجها الشباك بدل ابعادها. مرّة أخرى يتأكد الجميع الا المدرب الوطني أن التغيير في مركز حراسة المرمى أصبح أكثر من ضروري.
لماذا يصر الطرابلسي على الاختيارات الخاطئة؟
كنا أشرنا أن اختيارات سامي الطرابلسي كانت خاطئة في اللقاء الفارط رغم الانتصار وكان على المدرب اعادة النظر في بعض الاشياء سواء في التشكيلة حيث هناك أكثر من لاعب لا مكان لهم في التشكيلة أو في التمركز والاختيارات التكتيكية ولكن المدرب تحدى الجميع وعوض أن يراجع الاختيارات الخاطئة دعمها بأخرى، من ذلك أنه فضل التعويل على نفس اللاعبين في مركزي الظهيرين رغم المستوى الذي أظهراه في اللقاء الفارط.
بلا لاعب ارتكاز!
إلى جانب الاختيارات المذكورة فان سامي الطرابلسي فضل في بادرة غريبة عدم الاعتماد على لاعب ارتكاز واضح وصريح رغم وجود شادي الهمامي ومجدي تراوي في التشكيلة ويعرف الجميع أن الأول ينشط في خطة هجومية نسبيا وخاصة في المنتخب في حين ينشط الثاني كلاعب ربط أمام المولهي في الترجي وهذا يعني أنه ليس لاعب وسط دفاعي.
الهدف الثلاثون لجمعة
لحسن حظ سامي الطرابلسي أن بداية الشوط الثاني كانت لفائدة المنتخب تماما مثل الشوط الأول إذ تمكن عصام جمعة من تسجيل الهدف الثاني في المقابلة الثلاثون في رصيده مع المنتخب وكان ذلك بعد تمريرة من حمدي الحرباوي هذه المرة.
ترميم معنوي وأخطاء تكتيكية
بفضل هدف عصام جمعة عادت الروح إلى اللاعبين وأصبح الوضع المعنوي أفضل لكن الأخطاء التكتيكية تواصلت وكان على المدرب اقحام لاعب وسط مكان أحد المهاجمين لكنه فضل ابعاد لاعب وسط وهو بن حتيرة فازداد ضغط المنافس مع مرو الوقت.
عموما مرة أخرى حقق المنتخب الأهم وهو الانتصار لكن سامي الطرابلسي مطالب مرة أخرى بإعادة النظر في بعض المسائل لأن الجرّة لن تسلم في كل مرة كما أن المجموعة التي ينتمي لها المنتخب الآن سهلة جدا وليست مقياسا والقادم سيكون أصعب بكثير.