لاحظ المشاهدون التزامن في توقيت بث حواري رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي على قناة حنبعل ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي على القناة الوطنية الأولى . حوار الغنوشي كان مباشرا وأعلن عنه منذ مدة وبث في وقته العادي ولكن برنامج « الصراحة راحة» مع المرزوقي تحول إلى برنامج جوال لأسباب غير مفهومة.
الموعد الاصلي للصراحة راحة هو سهرة السبت ولكن أعلن سمير الوافي في البداية ، انها ستبث بصورة استثنائية يوم الأربعاء لتستقر في النهاية يوم الخميس في نفس توقيت موعد بث الحوار مع راشد الغنوشي ، فما هو الفرق بين الخميس والسبت؟ ، وما الذي يبرر تغيير موعد حصة أسبوعية تحظى بمشاهدة محترمة إلى موعد غير موعدها الدوري المعتاد؟.
قد يقول قائل أن التغيير تم لتمكين رئيس الجمهورية من مشاهدة الحصة قبل سفره إلى الخارج وهو تأويل غريب لأنه سافر بالفعل ولأن الحصة مسجلة وبإمكانه مشاهدتها في طائرته الرئاسية او في جناحه الفندقي. التأويل الآخر هو ان المطلوب كان بث حوار مع الطرف الثالث في الترويكا بعد الحوارين مع حمادي الجبالي ومصطفى بن جعفر ولكن لماذا كان ذلك على حساب الترويكا نفسها؟، لأنّ البث المتزامن يقلص من مساحة المشاهدة للطرفين، وهو ما يطرح التساؤل عن جدوى التزامن هل هو في مصلحة الترويكا أم ضدها؟ ولماذا وافق مسؤولو الاتصال بالقصر على ذلك؟.
هذا التزامن يُذكّر دونما شكّ بتزامن آخر حدث غير بعيد في زيارة المرزوقي لسوق بئر القصعة بعد زيارة رئيس الحكومة لنفس الفضاء برفقة وفد حكومي بارز وبداية تراجع أسعار الخضر والغلال.
لكن في واقعة الحال فإنّ التزامن ليس فقط هو ما يمكن أن يثير حيرة الملاحظ لأن حصة المرزوقي لم تكن عادية من جهة الإخراج والمحتوى وهوما اعتبره البعض حملة انتخابية مبكرة وسابقة لأوانها قد تذكر التونسيين بأنشطة إعلامية «دعائية» مماثلة قبل الثورة!!.