دقت مصادر إعلامية بريطانية ناقوس الخطر مشيرة إلى أن تنظيم «القاعدة» وجد له معقلا جديدا في سوريا يمكنه من شن عمليات عسكرية في بريطانيا والولايات المتحدة فيما حذرت تل أبيب من امتلاك سوريا أكبر ترسانة من الأسلحة الكيميائية في العالم. أفادت صحيفة ال«صن» البريطانية، أمس أن هناك «دليلا مرعبا» على أن تنظيم القاعدة يعمل الآن في سوريا، وأقام قواعد فيها تمكّنه من شن هجمات ضد بريطانيا والولايات المتحدة.
لقطات أولى
وقالت الصحيفة : إنها «حصلت على لقطات استثنائية من نوعها لمتطرفين ملثمين مسلحين برشاشات خفيفة وهم يستغلون الحرب الأهلية لكسب موطئ قدم لهم في سوريا التي مزقتها الحرب، مما يدعم «النظرية القاتمة» بأن تنظيم «القاعدة» يسعى الى التوسع في هذا البلد حيث يمكن أن يشن هجمات من هناك ضد بريطانيا».
وأضافت أن «المسلحين المقنّعين والذين ظهروا في الشريط المصور يقفون أمام «راية سوداء «شريرة» حسب وصفها هم من بين عدد متزايد من المتطرفين الذين تم تجنيدهم لإحداث شبكة إرهابية لتنظيم القاعدة».
وأشارت إلى أن «أسلحة المتطرفين المقنعين، وهي بنادق رشاشة روسية الصنع من طراز (بي كي إم 62.7) قادرة على إطلاق 650 طلقة في الدقيقة ويصل مداها إلى 1500 متر وقنابل يدوية وراجمات قنابل صاروخية، تعطي مؤشرا مرعبا على قوة نيرانهم».
ونسبت إلى كريس دوبسون، الخبير البريطاني في شؤون الإرهاب، قوله إن «تنظيم القاعدة يريد الانتقال إلى سوريا بعد النكسات التي تعرّض لها في أفغانستان وباكستان، وهناك أدلة متزايدة على أن مقاتليه يفرون من مخابئهم كونها لم تعد محصّنة لإقامة قواعد جديدة بين صفوف المتمردين في سوريا». وحذّر دوبسون من أن «هذه القواعد الجديدة صارت موقعا مثاليا يمكّن تنظيم «القاعدة» من شن هجمات ضد بريطانيا والولايات المتحدة».
أكبر ترسانة
في هذه الأثناء , قال نائب رئيس الأركان الصهيوني يائير نافيه أمس الاثنين إن سوريا تمتلك «أكبر ترسانة أسلحة كيماوية في العالم»، مؤكدا امكانية استخدام هذه الاسلحة ضد إسرائيل.
وصرح الجنرال نافيه لاذاعة الجيش الصهيوني المحتل ان «سوريا جمعت اكبر ترسانة من الاسلحة الكيميائية في العالم وتمتلك صواريخ قادرة على الوصول الى اية منطقة في الاراضي الصهيونية».
وشدد نافيه على ان السوريين لم يتغيروا ولن يترددوا في اغتنام أية فرصة للاعتداء على إسرائيل، محذرا من خطورة مخزونات الاسلحة الكيميائية الهائلة التي تمتلكها سوريا وكذلك من الصواريخ الموجودة لديها والتي تغطي بمداها كل الأراضي الإسرائيلية.
وكان مسؤولون إسرائيليون عسكريون اخرون اكدوا في الاشهر الاخيرة ان سوريا تمتلك اهم مخزون من الاسلحة الكيميائية، معربين عن تخوفهم من وصول هذه الاسلحة الى «حزب الله» اللبناني حليف النظام في دمشق. ويقول خبراء عسكريون صهاينة ان سوريا بدأت منذ اربعين عاما انتاج غازات السارين و«اكس في» والخردل التي يمكن استخدامها مع الصواريخ.
اضطراب
وفي مؤشر يدل على مدى اضطراب الرؤية الألمانية حيال الوضع السوري وأمام آليات حل الأزمة قال مسؤول بارز في الكتلة البرلمانية لتحالف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الديمقراطي امس إن تدخل المجتمع الدولي عسكريا في سوريا لم يعد مستبعدا.
وفي مقابلة مع محطة «دويتشه فيله» الألمانية قال فيليب ميسفلدر الناطق باسم كتلة ميركل لشؤون السياسة الخارجية إن من الواضح أن خطة كوفي عنان مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية لتسوية الأزمة السورية «فشلت».
وتابع ميسفلدر حديثه قائلا: «إنه إذا لم تتحرك منظمة الأممالمتحدة على نحو سريع لحل هذه الأزمة فإن دورها كشرطي للعالم لن يؤخذ على محمل الجد»، وأضاف: «أنا أرى أنه لا ينبغي استبعاد الخيار العسكري (في حل الأزمة السورية) فالكلام وحده لم يعد يجدي نفعا الآن». وكان مسؤول في برلين قد اعتبر الليلة قبل الماضية أن الحديث عن التدخل العسكري في سوريا ليس سوى «غبار ثرثرة» لا يقدم ولا يؤخر .