تحتضن الهوارية من 14 جوان إلى 17 من نفس الشهر المهرجان السنوي لطائر «الساف» في دورته 45 في تقليد مميز تشتهر به هذه المدينة على الصعيد الوطني والعالمي وسيكون الجمهور على موعد مع الندوات الثقافية والاقتصادية. هذا المهرجان تأسس منذ سنة 1967 وأصبح أهالي الهوارية يتداولون هواية الصيد بطيور «الباز» أو«الساف» كما يحلولأهالي المدينة تسميته أبا عن جد ويساهم المهرجان في إضفاء الكثير من الحركية على الجهة.وتتضمن هذه التظاهرة عدة محاور بيئية وسياحية وثقافية وترفيهية وتجارية، وهي مناسبة يُحتفى فيها بالطيور الجارحة ويحافظ عليها وهي عادة قديمة أبى أهالي المدينة إلا أن يحافظوا عليها فهي بالنسبة إليهم رمز للمدينة وتراثها، حتى أنه تم نصب تمثال لطائر «الساف» بوسط المدينة. ولمن لا يعرف طائر «الساف» فهومن الطيور الجارحة المهاجرة التي تمر عبر مدينة الهوارية نحوجزيرة صقلية الإيطالية قادمة من وسط وجنوب إفريقيا وتأتي المدينة في المرتبة الثانية من حيث عدد أسراب الطيور الجارحة المهاجرة.
ويقع اصطياد هذا الطير خلال موسم الصيد وذلك بطريقتين مختلفتين الأولى بواسطة الشباك الثابتة والثانية من خلال الشباك المتحركة في جبال «شيشو» وجبل الهوارية.
وينطلق «البياز» كناية عن صياد الطائر في ترويض الطائر وفق تمارين محددة يتدرب من خلالها «الساف» على الصيد وتتواصل هذه التمارين إلى حد استئناس الطائر بمدربه والمحيط الجديد، ومع انتهاء موسم الصيد يقع إطلاق سراحه ليبقى بجبل الهوارية. ومن خصائص هذا الطائر أنه يرتاح كثيرا إلى الشخص طيب الرائحة ويجلس مطمئنا فوق يديه بينما ينفر نفورا شديدا من الرائحة الكريهة.وتشارك في هذا المهرجان السنوي مجموعة كبيرة من مربي ومروضي الجوارح خاصة الصيادون بطائر «الساف» و«البرني» وتتمثل طريقة الصيد في إلقاء الفريسة وعادة ما تكون طير «السمان» الذي تحبذها الطيور الجارحة لتلاحقها هذه الطيور في الجووتمسك بها في الفضاء، ويشرف على فعاليات هذا المهرجان نادي البيازرة المطل على جزيرتي «زمبرة وزمبرتة» الساحرتين.
ويتضمن برنامج هذا المهرجان معارض وفعاليات منها مسابقات بيئية وورشات رسم على الجدران موضوعها الثورة بالإضافة إلى عروض البيزرة والفروسية ومسابقات الصيد بطائر «الساف» و«البرني» إلى جانب تنظيم ندوات حول «تاريخ وتراث مدينة الهوارية» وندوة أخرى حول «آفاق الاستثمار الاقتصادي والسياحي والثقافي والإيكولوجي بمعتمدية الهوارية».مهرجان «الساف» تقليد موروث ينتظره أهالي مدينة الهوارية بشغف كبير ككل سنة باعتباره جزءا من تاريخ مدينتهم ومناسبة لتنشيط القطاع السياحي على الصعيدين الداخلي والخارجي.