أخبار تونس – شهد “نادي البيازرة” بمدينة الهوارية مساء الأحد 20 جوان 2010 اختتام فعاليات الدورة 44 لمهرجان “الساف” التي انطلقت منذ يوم 17 جوان 2010 ، وذلك تحت اشراف السيد نذير حمادة، وزير البيئة والتنمية المستديمة وبحضور عدد هام من محبي الصيد بالجوارح. وتميزت نهائيات مسابقات البيزرة بمشاركة مجموعة كبيرة من مربي ومروضي الجوارح، سيما الصيادين بطائر “الساف” وطائر “البرني” الذين قدموا عروضا مشوقة طبعتها حركاتهم الرشيقة حيث يعمدون إلى القاء الفرائس “طيور السمان” متبوعة بالطيور الجارحة لتلاحقها في الجو وتمسك بها في الفضاء الفسيح لنادي البيازة المشرف على جزيرتي “زمبرة وزمبرتة” في عرض البحر المتوسط. ويتداول أهالي الهوارية، هواية الصيد بطيور الساف أبا عن جد منذ القدم، بل ان الاسم القديم للمدينة هو “اكيلاريا” أي “مدينة النسور” ومن شأن هذا المهرجان العريق الذي تأسس سنة 1967 أن يظفي الكثير من الحركية على الجهة كما تعيش عديد الأسر من هذا النشاط... وفي تصريح خاص ب “أخبار تونس” أكد السيد المنجي بن جديرة مدير مهرجان “الساف”ّ بالهوارية أن التظاهرة تتضمن محاور بيئية وسياحية وثقافية وترفيهية تحتفي بالطيور الجارحة وتحافظ عليها كعادة قديمة يتم خلالها استبدال البندقية في الصيد بالطائر كهواية نبلية تنفرد بها مدينة الهواية في العالم إذ يتم اطلاق سراح طائر الساف بعد انتهاء المهرجان ليواصل رحلته إلى أوروبا ويعود في الخريف إلى افريقيا سعيا إلى المحافظة على التوازن البيئي للطبيعة. وأضاف مدير المهرجان أن هذه الدورة التي تميزت بتشريك واسع لشريحة الشباب، تابتعها بالاضافة إلى وسائل الاعلام الوطنية، ما لا يقل عن 7 بلدان ووفودها الصحفية وهي الامارات وفرنسا والمانيا والسويد وروسيا وايطاليا وفنلندا لعل أهمها القناة التلفزية المختصة chasse et peche، مذكرا بالمساعي المبذولة لكي يصبح المهرجان دوليا وكخطوة أولى تم إطلاق موقع خاص بالمهرجان تحت عنوان www.festival-elhaouaria.org في إطار الانفتاح على ما يشهده العصر من ثورة اعلامية وحضور لافت للصورة والعالم الافتراضي. أما السيد حامد بوعايشة الكاتب العام للمهرجان فقد أشار من جهته إلى أهمية التظاهرة في ترسيخ الوعي البيئي لدى عامة الناس نظرا للمساهمة الفعالة لهذا النوع من الطيور في الحفاظ على التوازن الغذائي حيث يتكاثر طائر “البوجرادة” في المناطق التي يتزايد فيها عدد القوارض عن اللزوم في منطقة معينة، مما يحد من اتلاف المحاصيل الفلاحية وتبديدها هباء. وقال السيد محمد بن فائزة المنسق العام للمهرجان إن اليوم الاختتامي للمهرجان تميز بمشاركة متسابقين من ثلاث معتمديات من الوطن القبلي وهي الهوارية وقليبية وحمام الغزاز، فضلا عن الاستعراض الكبير للفرق الشعبية ولوحات الفروسية وأفواج الكشافة ورياض الاطفال وفرق الماجورات وغيرها من العروض الفنية والتشكيلية المميزة والمعارض الفلاحية والتجارية.