نظرت صباح أمس الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية الدائمة بتونس في قضية شهداء الوردانين وعقب المرافعات قرّرت في جلسة الأمس أحضر المتهمون الموقوفون بديع العشي وأحمد جرفال ونجيب منصور وصالح الفرحاني المتهمون بجريمة القتل العمد ومحاولة القتل العمد فيما بقي كل من الرئيس السابق بن علي وزوجته ليلى الطرابلسي والصادق الوطوطي ولطفي الغربي وإحسان السعفي ووائل مبروك محالين بحالة فرار وهم متهمون كذلك بالقتل العمد وتضاف الى بن علي وزوجته جريمة التآمر ضد أمن الدولة الداخلي وحمل السكان على مهاجمة بعضهم البعض بالسلاح وإثارة الهرج والقتل والسلب بالتراب التونسي. وحضر المكلف العام بنزاعات الدولة في حق وزارة الداخلية وقد سبق وأن أدلى بتقرير تضمّن طلبات بخصوص التعويضات لعائلات الشهداء وتمسّك بذلك.
وقد سبق للمحكمة أن استنطقت المتهمين الموقوفين كل على حدة وتمسكوا بالانكار للتهم الموجهة إليهم وأنهم كانوا يستعدون للتوجه الى مقر مركز الأمن بالوردانين لحمايته إلا أنه وقع منعهم من طرف الأهالي ظنّا منهم أنهم يحاولون تهريب قيس بن علي، مضيفين أنهم سلّموا الأسلحة التي كانت بحوزتهم الى أعوان الجيش. محامي القائم بالحق الشخصي
طلب محامي عائلات الشهداء الحكم بالادانة وقال إن أعوان الأمن كانت لهم فعلا النية في إزهاق الأرواح إذ كان بالامكان التصدّي للأهالي بواسطة الغاز المسيل للدموع وتجنّب باستعمال السلاح وتوجيهه مباشرة نحوهم.
النيابة تطلب الادانة
بفسح المجال لممثل النيابة العسكرية طلب إدانة المتهمين الموقوفين والفارين واعتبر أن الرئيس السابق وزوجته تسبّبا في بثّ الفوضى بهروبهما. وقال إنه كان من الأجدر على أعوان الأمن أن يتصدّوا بشكل آخر للأهالي والمواطنين وليس باستعمال السلاح من الوهلة الأولى. دفاع الموقوفين يطالب بالبراءة
لاحظ محامو المتهمين الموقوفين أن الواقعة جدّت والبلاد في حالة طوارئ وفوضى عارمة وفسّروا تواجد أعوان الأمن بمسرح الحادثة بآدائهم لمهامهم بعد ورود معلومة مفادها محاولة شخص اقتحام مركز الأمن بالوردانين إلا أن الأهالي تصدوا إليهم وعمد أحد المواطنين الى إطلاق النار بواسطة بندقية صيد فما كان من أعوان الأمن الذين كانوا بحالة هلع إلا ردّ الفعل باستعمال السلاح وقال انه يجوز لهم إطلاق النار إذا كانوا في حالة دفاع شرعي عن النفس، وتمسّكوا بطلب الحكم بعدم سماع الدعوى. وجدير بالذكر أن أحداث الوردانين تعود الى الليلة الفاصلة بين 15 و16 جانفي 2011 عندما جدّت اشتباكات بين عدد من الأهالي الذين كانوا بصدد حراسة الجهة قرب مفتر ق الساحلين وأعوان أمن انتهت باستشهاد 4 أشخاص وهم ناجح زعبار ومحمد زعبار ومعز بن صالح وفيصل الشتيوي اضافة الى 6 جرحى وهم محمد المبروك وحمدي فرج اللّه ومالك البكوش ونبيل منصور ومحمد السبحي ومسلم قصد اللّه وذلك بعد انتشار اشاعة مفادها محاولة تهريب قيس بن علي الذي حفظت في حقه التهمة.