لوجدان اربع سنوات فقط من العمر قضت نصفها في مصارعة سرطان الدم.. أشرفت المرحلة الثانية من علاجها على النهاية، وعلى ضوء نتائجها يقرر الأطباء ما يرونه مناسبا، معاناتها لم تتوقف وهذا ما يتطلب التدخل العاجل لفائدتها. فإما الاكتفاء بالمراقبة الطبية واما اللجوء الى الجراحة، لكن المشكلة أن مصاريف العملية الجراحية لا تقل عن 60 ألف دينار، والحال أن أسرة هذه الصغيرة المبتلاة في صحتها تكابد لتوفير أهم الضروريات الحياتية. أمها هدى تتذكر وتقول: «كان عمرها عامان فقط لما ظهرت على ساقيها بقع زرقاء سرعان ما انتشرت في كامل جسدها فأسرعنا بها الى الطبيب، وبعد التحاليل والتنقل بين مستشفيات باب سعدون الرابطة وعزيزة عثمان، اظهر الكشف اصابتها باللوكيميا كانت صدمة شديدة للعائلة لكننا تسلحنا بالصبر والايمان وشرعنا في رحلة العلاج التي انطلقت يوم 23 ماس 2011 وتواصلت عاما كاملا قضته وجدان نزيلة المستشفى تتلقى العلاج الكيميائي الذي اسقط شعرها لكنه لم يغير من حيويتها وحركيتها».
وتواصل الأم قولها: «بعد المرحلة الاولى بدأت الفترة الثانية التي تتناول فيها وجدان دواء في شكل اقراص مع الخضوع للمراقبة مرة كل شهر، وعلى ضوء التقييم سيتم اتخاذ الاجراء الطبي الموالي فاما الاكتفاء بعلاج عادي ومراقبة مستمرة او اخضاعها لعملية جراحية لزرع النخاع الشوكي ينقل اليها من والديها او اختها او احد اقاربها».
تعيش وجدان في عائلة متواضعة تسكن منزلا على وجه الكراء ببني خلاد، والدها العربي عامل يومي يكابد لتوفير لقمة العيش وأهم الضروريات، ولا يتمتع بالتغطية الاجتماعية لتوفير الكلفة الباهظة للعلاج، أما الأم فتكرس حياتها للعناية بابنتيها.
وتحتاج وجدان لعناية خاصة فحالتها لا تتلاءم مع الغضب، لذلك يعمل والداها على تلبية طلباتها قدر الامكان لكي لا تغضب وتنتكس، كما انها تتناول غذاء خاصا تمنع فيه عديد الاطعمة والغلال. وقد تم عرض حالتها على صفحات التواصل الاجتماعي فتفاعل الناس معها معنويا وماديا لكنه تفاعل لم يكن ليمكن هذه العائلة من تجاوز غائلة الفقر والمعاناة خاصة وان تكاليف العملية تتجاوز 60 الف دينار وهناك وعود من داخل البلاد وخارجها رغم المرض الذي ينهش جسدها الغض وتساقط شعرها الا ان وجدان تبهرك بحيويتها واحلامها الكبيرة على صغر سنها، فقد جلسنا اليها فحدثتنا عن حبها للقراءة ورغبتها في الذهاب الى المدرسة والكتابة على السبورة بل انها افتكت منا دفتر الملاحظات وراحت ترسم عليه بعض الخطوط كمن يرسم له طريق العلم والنجاح... لعل الله يمنحها الفرج وطول العمر لتحقق كل احلامها.