لم تكن تعلم أن القدر يخبئ لها معاناة كبرى وان يوم 01 مارس 2011 سيمثل منعرجا خطيرا في حياتها ويحول نشاطها وحيويتها وانفتاحها على الدنيا وهي ابنة 14 ربيعا إلى عجز ومرض ومعاناة مريرة .إنها التلميذة سحر التي بلغت حاليا 15 سنة من عمرها وهي في غيبوبة منذ حوالي سنة بسبب تعرضها إلى حادث مرور. وقد روت لنا والدتها السيدة رجاء العريبي تفاصيل الحادث قائلة : كانت ابنتي تتقد حيوية ونشاطا وتزاول تعليمها بالمدرسة الإعدادية بالمنيهلة بالسنة الثامنة أساسي . توجهت يوم 01 مارس 2011 إلى المدرسة وبحكم التوترات الأمنية السائدة في تلك الأيام كان هناك بعض الشغب أمام المدرسة ولم تهتم ابنتي بتلك الحالة وتوجهت مباشرة نحو باب المدرسة للدخول ومتابعة دروسها . وفي تلك الأثناء كان ثلاثة شبان يمتطون دراجات نارية يقودونها بطريقة متهورة ومجنونة مما انجر عنه تعرض ثلاثة تلاميذ إلى إصابات نتيجة اصطدام الدراجات بهم من بينهم ابنتي التي اصطدم بها احدهم لتسقط على ظهرها ويرتطم رأسها بالإسفلت وأصيبت بارتجاج قوي في المخ مع فسخ في الذاكرة وكسر معقد في عظام المخ إلى حد النخاع الشوكي . وقد أجريت لها عملية جراحية بمستشفى الأطفال بباب سعدون وبعد العملية دخلت ابنتي في غيبوبة و أصبحت عاجزة عن النطق والحركة والأكل بطريقة طبيعية . معاناة وتقول السيدة رجاء : لم تجد ابنتي الرعاية الكافية بمستشفى الأطفال بباب سعدون طيلة ثلاثة أشهر كاملة ولقد ساءت حالتها الصحية كثيرا وتدهورت ففضلت رغم ظروفي المادية الصعبة إخراجها من المستشفى والعناية بها بنفسي . ومنذ حوالي تسعة أشهر وابنتي في غيبوبة عاجزة عن التواصل معنا حتى الطعام لا تأكله إلا عن طريق أنبوب نضطر إلى تغييره كل شهر تقريبا وفي تغييره معاناة كبرى حيث اضطر إلى كراء سيارة لحمل ابنتي إلى المستشفى واضطر إلى البقاء في المستشفى من الساعة السابعة صباحا إلى الخامسة مساء وابنتي تتلوى من آلامها وتصارع الجوع والعطش والغريب في الأمر أن العاملين بهذا المستشفى يتعاملون معها بطريقة اللامبالاة وفي بعض الأحيان لا يمكنونها من أنبوب فاضطر إلى استقدام طبيب للمنزل لتركيب « السيروم» حتى نستطيع إنقاذها من الموت . فهل من المعقول أن لا يتوفر أنبوب طعام في مستشفى مثل مستشفى باب سعدون ؟ ولماذا كل هذه اللامبالاة من قبل العاملين به مع ابنتي ؟ مع العلم أنني ربة بيت عاطلة عن العمل وزوجي عامل غير قار . لقد أنهكتني المصاريف ولم اعد قادرة على رؤية ابنتي تتألم بهذه الطريقة وهي في شبه غيبوبة ؟ والى متى سيتم تجاهل وضعية ابنتي الصحية ؟. مع العلم أن المستشفى رفض أن تخضع ابنتي إلى المراقبة الطبية منذ أن خرجت من المستشفى . نداء ولذلك استغل هذه الفرصة لأطلق صرخة استغاثة إلى ذوي القلوب الرحيمة والى وزارة الصحية قصد مساعدتي ماديا لأتمكن من عرض ابنتي على أطباء مختصين في الخارج للقيام بالفحوصات اللازمة وتحديد نوع المرض التي تعاني منه ابنتي اليوم والقيام بعمليات جراحية إن أمكن حتى تستعيد ابنتي عافيتها . الإثنين 27 فيفري 2012 (الشروق)