دعا رئيس حركة النهضة السيّد راشد الغنوشي أنصار الحركة إلى الخروج في مسيرة يوم غد الجمعة لنصرة «ثورتهم» والأمن والمقدسات كما طالب بإعادة تشكيل لجان حماية الأحياء من مختلف مكونات المجتمع وقال الغنوشي خلال ندوة صحفية عقدها بمقر الحركة بحي التحرير ان اختيار هذا الحي جاء لإيصال رسالة مفادها ان احياء الثورة لا يمكن ان تتحول الى احياء للثورة المضادة وان هاته الأحياء صوتت للنهضة «ويمكن ان نقول انها احياء نهضوية».
إحياء الثورة لا الثورة المضادة
وتابع «انطلقت الأحداث يوم 10 جوان عندما علمت جمعية إسلامية ان معرضا للصور في قصر العبدلية فيه أعمال تمثل انتهاكا للمقدسات الإسلامية وتصرفت الجمعية بطريقة قانونية فأرسلت محاميا وعدل منفذ لتسجيل المشاهد التي يبدو انها مخالفة للقانون وانها تستفز مقدسات التونسيين وكان يمكن ان يتوقف الوضع عند المعاينة القانونية التي يمكن ان تنطلق منها شكاية قانونية لكن العدل المنفذ ذهب الى مسجد أغلب رواده منتمين للتيار السلفي واخبرهم ووزع بيانا بينهم خلاصته ان هناك صورا تنتهك المقدسات الاسلامية فانطلق الشباب يخبرون غيرهم ما تولد عنه في اليوم الموالي أعمال عنف تداخلت فيها عناصر اجرامية وتجار مخدرات وتجار الخمور في السر وهؤلاء تبين أيضا انهم مأجورون لدى جهات سياسية تنتمي الى التجمع المنحل».
واوضح رئيس حركة النهضة انه في مناطق مثل السيجومي قام عدد من قيادات التجمع الذين يعرفون المجرمين بتوظيفهم لاتيان أفعال اجرامية «أصبح لدينا وضع مركب متفجر واستخدموا عناصر مجرمة ووظفوا عناصر سلفية وليست كل السلفية وكل هذا تحت شعار حماية المقدس وهذا الخليط المتفجر استخدمته جهات سياسية مضادة للثورة للانقلاب عليها ووظفت مشاعر دينية بعد عملية الاستفزاز بسبب صور العبدلّية ليست هذه اول مرة في الحقيقة فمنذ أسبوعين شاهدنا احد المنتمين لتيار يقول عن نفسه انه يساري (بريك) نشر كلاما بذيئا ضد المقدسات وكان ذلك في محاولة لتوظيف التيار السلفي أو جزء منه لضرب الثورة والحكومة الائتلافية.
وتابع «أعتقد ان هذه الثورة ليس من اليسير زحزحتها عن واقعها وتهديد مكاسبها هذه الاحداث تاتي في سياق ان البلاد تخوض مواسم مهمة واستراتيجية ومنها معركة التعليم والامتحانات جارية واهم ما في الموسم هو شهادة الباكالوريا وتأتي هذه العملية وسط هذا الموسم التعليمي وان كان لدول أخرى ثروات مثل البترول فان ثروة تونس هي التعليم وهؤلاء يضربون التعليم في القلب فتتعطل، ايضا الموسم الزراعي والزراعة تمثل احد اهم موارد البلاد وايضا الموسم السياحي والموسم التنموي فبعد ان ضبطت الحكومة برامجها ونوقش في المجلس وتم اقراره واخذت تشرح المشاريع في الجهات هذه المواسم مجتمعة هي التي استهدفت من وراء هذه الهجمة التي وظف فيها الدين وظف فيها الوضع الاجتماعي والخداع لإحداث إرباك كبير».
واعتبر الغنوشي ان هذه الأحداث هي تطورات طبيعية وانه ما من ثورة الا ولها ثورات مضادة وان الثورة تكتشف يوما بعد يوم أعداءها الحقيقيين مؤكدا ان الأعداء الحقيقيين هم من قامت الثورة ضدهم من المفسدين من التجمعيين ورجال الاعمال الفاسدين وقطاع من الاعلام المتواطئ معهم.
خليط متفجر
وتابع «وقوى الإجرام أيضا أسهمت في هذا وهم جزء وظفهم التجمعيون المفسدون لتشكيل معالم ثورة مضادة نحن ندعو كل القوى التي أسهمت في الثورة واستفادت من الثورة وأعطتها الثورة الحرية ان تعتبر نفسها مؤتمنة على الثورة على اختلاف إيديولوجياتها ... ندعو كل التيارات السياسية والنقابة ومؤسسات المجتمع المدني الإعلاميين الشرفاء ندعو الجميع الى صف ثوري في مواجهة أعداء الثورة الذين يوظفون آلام المجتمع التونسي ومشكلاته للانقلاب على الثورة ونحن معتقدون انهم سيفشلون». وحول امكانية التصادم بين حرية الإبداع وبين احترام المقدسات قال الغنوشي انه ليست هناك إمكانية لحصول أي تصادم «بل كل حرية إبداع تزعم لنفسها تحدي المقدسات في الحقيقة هي تسيء لحرية التعبير، نحن ندافع عن حرية الابداع وحرية التعبير كما ندافع عن حق كل فرد في شعبنا في ان يدافع عن مقدساته وشعبنا مقدساته واضحة ولا يسمح لأي أحد ان يعتدي عليها».
وفي ختام مداخلته قال رئيس حركة النهضة «نحن ندعو أنصار الثورة الى الدفاع عن ثورتهم بكل الوسائل السلمية ومن ذلك التظاهر الواسع يوم الجمعة القادم دفاعا عن الثورة ودفاعا عن المقدسات وندعو كل قوى الثورة في البلاد ان تدافع عن الامن في البلاد وعن الأرواح وعن الممتلكات وعن مؤسسات الدولة الذين أحرقوا محكمة او مركزا للأمن هؤلاء لا يمكن ان يكونوا لا إسلاميين ولا ثوريين هؤلاء أعداء للإسلام وأعداء للوطن وللثورة فالوطن مؤسسات... الامن ليس مسؤولية الأمن فقط بل مسؤولية الجميع لذا ندعوا أبناء الثورة إلى ان يعيدوا تشكيل لجان حماية الاحياء لحماية الممتلكات والاحياء وأن تكون هذه اللجان مشكلة من كل الأحزاب والمنظمات لان الأمن واجب وطني وديني ليس فقط مهمة الأمن والجيش».
وفي اجابة على سؤال حول قرار حضر التجوال قال الغنوشي انه قرار لن يطول وسيتم رفعه اليوم او غد لأن الأوضاع الامنية تسمح بذلك وليست سيئة الى درجة الإطالة في حالة حضر التجوال.