انتهت يوم أمس الندوة الدولية السنوية التي تنظمها منظمة العمل الدولية في جينيف وقد شارك فيها ممثلون للحكومات والأعراف والنقابات وكانت الجامعة التونسية العامة للشغل من بين المشاركين. واصل الحبيب قيزة الأمين العام للجامعة العامة التونسية للشغل مع الدكتورة يسرى صميدة عضو المكتب الكنفدرالي المكلفّة بالعلاقات الخارجية لقاءاتهم مع مسؤولي كبرى النقابات في العالم لشرح الوضع النقابي في تونس وواقع الحريات والتعددية النقابية والدوافع التي دفعت الجامعة الى رفع شكوى لمنظمة العمل الدولية ومكتب العمل الدولي ضدّ وزير الشؤون الاجتماعية لخرقه الحرية النقابية .
ثنائي الجامعة إلتقى ب«ستيف بنديك» مسؤول الحريات النقابية في الكنفدرالية النقابية العالمية «وبينكا كول» مسؤولة العلاقات الدولية في الكنفدرالية النقابية الألمانية و«كرمن كيرتيس» مسؤولة الحريات النقابية في المكتب الدولي للعمل و«فرونيك روسو» مسؤولة العلاقات الخارجية في الكنفدرالية النقابية البلجيكية .
هذه النقابات تعد من أكبر نقابات العالم وهي التي تؤثر في صناعة القرار النقابي على مستوى دولي والضغط على الحكومات التي لا تحترم التعددية والحريات النقابية. وأبدى المسؤولون النقابيون تفهما لمطالب الجامعة التي قدمت ترشحها للانضمام الى الكنفردالية النقابية العالمية وأهم منظمة نقابية دولية ودافع قيزة وصميدة على حق الجامعة في الانضمام لهذه المنظمة في إطار احترام التعددية النقابية وهو مطلب تؤمن به كل نقابات العالم. وسيناقش ترشح الجامعة في شهر أكتوبر خلال الاجتماع الدوري للكنفدرالية ويحظى ملفها بالكثير من المصداقية.
ويذكر أن الحبيب قيزة من القيادات السابقة في الاتحاد العام التونسي للشغل وسجن من أجل نشاطه النقابي لمدة خمس سنوات عندما كان كاتبا عاما للاتحاد الجهوي للشغل بقابس وأسس في مطلع التسعينات جمعية محمد علي للثقافة العمالية قبل أن يؤسس الجامعة العامة التونسية للشغل سنة 2006 ومنع من ممارسة النضال النقابي وهو يحظى بأحترام دولي واسع في الدائرة النقابية.
وتضمّ الجامعة اليوم حوالي 45 ألف منخرط وأكثر من مائتي نقابة. وفي حال حصولها على العضوية في الكنفدرالية النقابية العالمية ستترتب عنه مجموعة من المعطيات الهامة لها تأثير على واقع العمل النقابي في تونس. ومن بين أبرز مطالب الجامعة احترام التعددية النقابية وهي المعركة المتصّلة بالديمقراطية وكما تخلصّت تونس من هيمنة الحزب الواحد لا يوجد مبررّ للاحتفاظ بمنطق المنظمة النقابية الواحدة.