تم يوم أمس بمختلف المعاهد إعادة إجتياز إختبار العربية لتلاميذ شعبة الآدب. وفي ظروف إستثنائية تم إقتراح ثلاثة مواضيع يتعلق الأول حول المأساة في مسرحية شهرزاد والموضوع الثاني حول مصادر القص والتخيل في رسالة الغفران والموضوع الثالث تحليل نص لأبي حيان التوحيدي. وقد إختلفت آراء تلاميذ شعبة الآداب في تقييم هذا الامتحان بين من إعتبره في المتناول وآخرون عبروا عن إمتعاضهم لصعوبة المواضيع المقترحة. التلميذة غادة وسلاتي أكدت أنه رغم الإنفلات الأمني الذي شهدته البلاد وإعادة الإختبار بعد التسريبات وكل الظروف الإستثنائية فقد وفقني الله في الإختبار.
وتقول : « إخترت تحليل الموضوع الأول حول المأساة في مسرحية شهرزاد لأنني توقعت إدراجه منذ الإختبار الفارط وإستعدت له كما ينبغي ولئن لم يتم إدراجه في المرة الأولى فإنه تم إدراجه في هذا الإختبار وبالتالي فإن إعادة إختبار العربية كان في صالحي.
وتعتبر التلميذة ريم بن زقيدر أن إختبار مادة العربية في متناول التلميذ متوسط المستوى وتقول : «إخترت موضوع شهرزاد لأنني توقعت إدراجه وركزت على إبراز الوسائل الفنية التي إعتمدها توفيق الحكيم في المأساة في المسرحية» وأكد التلميذ ناجي الحمزاوي على أن المواضيع المقترحة سهلة ويمكن للتلميذ أن يحصد فيها علامات مميزة وأضاف : «أغلب الزملاء كانوا في حالة خوف وفي نفسية متردية قبل الإمتحان ولكن تبددت هذه المشاعر ووجدنا أنفسنا أمام إمتحان عادي في أجواء عادية».
ولكن التلميذ مهدي المشرقي ظهرت عليه علامات الإستياء وهو يتحدث عن إمتحان العربية يقول : «حادثة تسريبات الإمتحان وقرار إعادته أثرت على نفسيتي وكنت أتوقع أن تكون المواضيع المقترحة على غاية من الصعوبة وهو ما حدث، فالنص لأبي حيان التوحيدي لم يكن يتوقعه أحد وحتى المفاهيم هي أقرب للفلسفة لشدة غموضها وصعوبة فهمها» : وطالب بضرورة تفهم الأساتذة المصححين لنفسية التلاميذ ومراعاة الظروف الاستثنائية التي مروا بها لضبط مقاييس إصلاح أكثر مرونة وعدم التشدد في عملية منح العلامة.
التلميذ عماد يشكف بدوره عن حجم معاناة بسبب قرار إعادة الإمتحان ويقول : «المواضيع التي تم إقتراحها صعبة التناول خاصة تحليل نص لأبي حيّان التوحيدي الذي لم نتوقع إدراجه أصلا، كما أنني قمت بالتركيز على مواضيع الحماسة ولكن لم يتم إدراجها وإضطررت إلى إختيار الموضوع الثاني حول رسالة الغفران.
رئيس مركز قسم إصلاح يؤكد : «المواضيع في المتناول»
كشف الأستاذ علي هنية أحد رؤساء مراكز أقسام الإصلاح (مادة العربية) بتونس على أن المواضيع التي تم إقتراحها في إختبار العربية يوم أمس في المتناول وغير مخيبة لإنتظارات التلاميذ وقال : «المواضيع عادية تم إنجازها على إمتداد الموسم الدراسي وهنا تطرح مسألة التكوين الأساسي للمتعلم وقوة التأطير وأهمية أن يتفاعل المترشح مع ماهو مطروح.
وأشار إلى أن عملية الإصلاح ستكون عادية تخضع للمقاييس العلمية المتعارف عليها وأن جميع الأساتذة عاقدون العزم على مواصلة الجهد لإنجاح الموسم الدراسي رغم ما حصل من تسريبات وظروف إستثنائية قاسية.