نفت روسيا مشاركتها في أي محادثات مع الغرب بشأن التغيير في سوريا بعد رحيل الرئيس بشار الأسد لكن فرنسا تحدثت عن السعي لتسوية سياسية مع روسيا بشأن الأزمة السورية بينما أكد مسؤول أممي ان الطرفين السوريين يريدان الحل العسكري. نفى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس مشاركة بلاده في أية محادثات مع الغرب بشأن تغييرات سياسية في سوريا تتضمن رحيل الرئيس بشار الأسد، وقال في مؤتمر صحفي في موسكو «لم تعقد مثل هذه المحادثات ولا يمكن أن تعقد، هذا يتناقض تماما مع موقفنا».
وجاء النفي الروسي عقب ساعات من تأكيد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لإذاعة «فرانس إنتر» أن التعامل مع الملف السوري يتم عن طريق إستراتيجية مزدوجة تقوم على تصعيد الضغوط مع العقوبات من جهة، وعلى مواصلة المحادثات خصوصا مع روسيا من جهة أخرى النظر لدورها المهم.
واعتبر فابيوس أن «المسؤولين الروس أنفسهم ليسوا متمسكين بشخص الأسد، وأن موقفهم سيضعف في حال استمروا في دعمه»، وتابع «لكنهم يخشون من سيتولى الحكم في حال الإطاحة بالأسد. المحادثات تدور حول هذه النقطة».
وأضاف «هناك المعارضة طبعا لكن يجب تحديد من سيكون المسؤولين فيها وبعدها سيكون هناك مع الأسف عدد من الأشخاص الذين انتموا إلى الفريق السابق لكنهم لن يكونوا في مراتب مهمة. وهذه نقطة أخرى لا بد من التباحث فيها».
من جانب آخر أثار فابيوس احتمال انعقاد مؤتمر بشأن سوريا بمشاركة القوى العظمى في جنيف في 30 جوان«في منبر شبيه بمجلس الأمن الدولي لكن دون قيود مجلس الأمن»، موضحا أن الأمر يتعلق ب«مجموعة الاتصال» التي اقترحها مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي عنان.
الحل العسكري
وتحدث فابيوس عن وجود حل آخر للأزمة السورية وذلك عبر انتصار عسكري للمعارضة، واعتبر أن انتصارا صريحا وواضحا للمعارضة على الأرض يمر عبر «معارك ضارية وعنيفة جدا».
وحول الاحتماال العسكري قالت امس دوائر قريبة مما يسمى بالجيش الحر ان المعارضين المسلحين حصلوا عاى صواريخ أرض جو (مضادة للطائرات)دون توضيح المصدر ولكن الولاياتالمتحدة و قطر و السعودية تقف عادة وراء تسليح المسلحين المناهضين للرئيس الاسد.
واعلنت وكالة الانباء السورية امس ان الجهات الامنية القت القبض على ارهابي ينتمي لجماعة جبهة النصرة المتحالفة مع القاعدة كان يستعد لتفجير نفسه داخل جامع الرفاعي بدمشق خلال صلاة الجمعة امس.
من جهته قال الجنرال روبرت مود قائد قوة مراقبي الاممالمتحدة في سوريا امس ان ثمة توجها نحو تحقيق مكاسب عسكرية في البلاد بدلا من الرغبة في التحول السلمي موضحا لاحقا انه يعني الطرفين معا.
وفي نفس السياق كانت وسائل اعلام سورية قالت اول امس ان الرئيس الاسد امهل الارهابيين يوما واحدا لالقاء اسلحتهم و تسليم انفسهم مهددا اياهم برد عسكري في الحالة المقابلة.
الوقت ينفد
من جانبه قال مبعوث بريطانيا لدى الأممالمتحدة مارك ليال غرانت إن الوقت يوشك أن ينفد أمام خطة كوفي عنان لإحلال السلام في سوريا، ودعا مجلس الأمن لاتخاذ «إجراء أشد كثيرا» لفرض تنفيذ هذه الخطة.
وقال غرانت للصحفيين الليلة قبل الماضية «إننا نركِّز في الوقت الحالي على فرض وإحياء خطة عنان، ونحن ندعو النظام السوري إلى بدء تنفيذ الالتزامات فهو حتى الآن لم يفعل هذا .
وأضاف «شهدنا سلسلة من المذابح يوما بعد يوم في شتى أنحاء سوريا ولذا فإن الوقت يوشك أن ينفد أمام خطة عنان لكن كل جهودنا في الوقت الحالي تتركز على إنفاذ تلك الخطة»، وأوضح غرانت أن المجلس لا يدرس اتخاذ عمل عسكري وهو ما قاله دبلوماسيون في المجلس إن روسيا ستعترض عليه حتما باستخدام حق النقض (فيتو).