مائدة يوغرطة هي المعلم الطبيعي الفريد من نوعه في تونس والمتواجد في قلعة سنان وهي «مدينة البرد القارس» في اللغة الآرامية حسب الدكتور محمد التليلي وهو كذلك معلم تاريخي مهم حيث تعاقبت عليه حضارات عدة. هذه الحضارات المختلفة بقيت آثارا لم يلتفت إليها أحد ومسها النسيان مع مرور الزمن فبجولة صغيرة على أطراف المائدة وفوقها تكتشف أشياء عظيمة وقد تكون البداية ب «دار العريس والعروس» هذه الصخرة الكبيرة المنحوتة على شكل نصف دائرة ذات الفتحات من الجانب ومن السطح ويقول المختصون في التاريخ أنها قبور لقادة كبار من العسكريين ورجال الدولة حيث وأنت تدخلها تكتشف للوهلة الأولى المكان الذي خصص للميت فحتى الوسادة أين سيوضع رأس الميت لم يتم نسيانها ومكان جلوس زائريه أيضا كما يمكن أن تكون برجا للمراقبة أما بداخلها فيظهر لك بكل وضوح القادم من مدن تاجروين ، الجريصة والقلعة الخصبة من خلال الفتحات المتواجدة على جوانبها وسطحها ويوجد منها ثلاث: اثنان بالجهة الشمالية الشرقية دار العروس ودار العريس وواحدة بالجهة الشمالية الغربية ويطلق عليها «القلاعة» وهم أبناء المنطقة أما الغرفة كما يطلق عليها المختصون في التاريخ أما فهي «الحوانيت» ويطلق عليها اسم hawanit في عديد اللغات الأجنبية وهي حسب بعض المختصين قد تكون أماكن للعبادة أما ما يجلب الانتباه فوق سطح المائدة فهي الأحواض المخصصة لتجميع مياه الأمطار التي كان الأهالي يستعملونها في كل الأغراض. طريقة حفرها أو نحتها في الصخر تتمثل في انجاز شق بسيط على الصخور ووضع الأخشاب اليابسة ثم صب كمية كبيرة من الماء حتى تتشبع هذه الأخشاب وينفجر الصخر ونحصل على الأحواض في شكلها الآن ، وكما توجد المغاور والحلزونيات والقبور الجلمودية وكلها آثار تعود إلى الحضارة القبصية.
السيد سفيان القلعي أحد المهتمين بتاريخ المدينة يقول إن وجود العلامة «0» صفر في سلسة العلامات التي اعتمدها المهندسون الرومان تمثل تقسيم الأراضي الزراعية خلال مرحلة التواجد الروماني تحت سفح المائدة مباشرة borne cadastration . كما يوجد بموقع أحواش النحل نقوش تعود إلى الحضارة البونيقية وآثار لما يرجح أنه آثار معابد ويوجد به الآلهة تانيت وكذلك عديد المواقع الأخرى ومنها موقع عين الرصاص، موقع روماني بالمحجوبة ، موقع المريقب ، موقع مرشانة وبه نقوش رومانية وكتابات تم نهب وسرقة أغلبها .كما توجد حنايا ، فسقية وأنابيب تحت الأرض لتوزيع المياه بمنطقة المحيصر بوجابر مما يدل على أنها كانت مجمعا سكانيا كبيرا ولكنها غير واضحة لأي حقبة تاريخية. فلم لا تستغل هذه المواقع إذن في خدمة السياحة الداخلية والخارجية.