عناصر كثيرة كانت ملفتة للانتباه خلال المؤتمر المحلي لحزب حركة الشعب بمعتمدية سوق الاحد من ولاية قبلي لعل أولها هو الحضور الجماهيري المكثف لهذا المؤتمر والثاني هو خصوصية الخطاب الذي القاه السيد زهير المغزاوي الامين العام السابق للحزب. هو مهندس مشروع توحيد التيار القومي كما يلقب اليوم عند كثير من القوميين اذ لم يكن خافيا على اي متابع الوضوح الذي تعرض به السيد زهير المغزاوي في هذا الخطاب لمجموعة من المسائل التي كانت الى حد اليوم غامضة أو ملتبسة أو غير دقيقة في علاقة حركة الشعب ببقية العائلات السياسية ولعل مرد ذلك هو وجود السيد زهير المغزاوي هذه المرة بمسقط راسه اذ هو أصيل مدينة سوق الاحد ولكل هذه الخصوصيات اختارت جريدة «الشروق» الالتقاء به على هامش هذا المؤتمر باحثة عن سبق في اعلان بعض الملامح المحتملة لتشكل الخارطة السياسية وربما الانتخابية القادمة للبلاد فكان لنا معه الحوار الاتي:
بماذا تفسرون هذا الحضور الجماهيري في مؤتمر محلي للحزب هل مرد ذلك هو وجودك في مسقط راسك كما يرى البعض؟
لا أعتقد ذلك جوابا كاملا عن السؤال اذ لا شكّ أن وجودي في هذه الربوع له اكثر من دلالة بين اهلي بكل ارجاء ولاية قبلي وبكل هذا الجنوب الغربي الموجوع بسنوات التهميش والاقصاء ولكن الجوانب الاخرى تؤكد ان حزب حركة الشعب يحقق هذه الايام زخما جماهيريا هائلا بكل ارجاء البلاد تشهد على ذلك كل مؤتمرات الحزب بكل المناطق ال 25 شمالا وجنوبا شرقا وغربا فجميع التونسيين في لهفة للقاء حزب يعبر عن هويتهم وعن تطلعاتهم ولا شك ان كل متابع موضوعي للحراك السياسي بالبلاد لن يجد صعوبة في ملاحظة التقدم المبهر الذي يسجله حزبنا جماهيريا مقابل تراجعات بالجملة لدى اطراف اخرى مما حدا ببعضهم الى اعتبارنا اهم الارقام القادمة في معادلة النسيج السياسي التونسي في المستقبل القريب
ألا يعدّ أن ما تقومون به حملة انتخابية سابقة لأوانها؟
حملة انتخابية لا طبعا لان الحملات الانتخابية لها ضوابطها القانونية ولكن الحديث عن وجود مناخ انتخابي بالبلاد فتلك حقيقة لا يمكن ان ينكرها احد رغم تنصل البعض ونفيهم ان يكون لتحركاتهم السياسية بعد انتخابي ففي كل البلدان الديمقراطية يتم الحديث عن السنة الانتخابية بمجرد حلول العام الذي ستجرى فيه الانتخابات وعن الفصل الانتخابي بمجرد بداية الثلاثية التي سيحصل فيها ذلك ومع ذلك فاننا نؤكد ان اولوياتنا اليوم هي انهاء البناء الهيكلي للحزب وتركيز كل تشكيلاته بمختلف ارجاء البلاد مما يجعل الواحد منا اليوم مجبرا للتنقل بين 3 ولايات في اليوم الواحد فنحن واثقون كما اكدنا ذلك منذ مؤتمر توحيد الفصائل القومية في 25 فيفري 2012 أن النتائج السياسية ستكون مضمونة للحزب بمجرد ان يتم التوحيد والتهيكل لان رصيدنا البشري موجود موضوعيا وتاريخيا بين جماهير شعبنا. هل نعتبر هذا الكلام تأكيدا لاعتبارك مهندس خطة توحيد التيار القومي اذ يقال انك تخليت عن مسؤولياتك النقابية بالنقابة العامة للتعليم الثانوي وعن الامانة العامة للحزب وعن الترشح للمجلس التأسيسي من أجل التفرغ لبرنامج التوحيد؟
قد تكون في ذلك بعض المبالغات فبرنامج التوحيد هو مشروع كل مناضلي التيار القومي بكل فصائلهم وما نحن في اخر الامر الا جنود نأتمر بأوامر الحزب ونسارع الى انجاز كل مهمة نكلف بها محكومين بثوابتنا وهي اسس تفكيرنا القومي ومصالح بلادنا وتحقيق اهداف ثورتنا.
الرسائل التي ينضح بها خطابكم ألا تمهد لتحالفات سياسية قريبا؟
رغم أن الافصاح عن برامج تحالفات دقيقة ومؤكدة ما يزال مبكرا اليوم ولكني استطيع أن أؤكد ما عبر عنه الحزب منذ مؤتمره التوحيدي الاخير من ان أيدينا ممدودة لكل الاطراف الوطنية المعنية بتحقيق اهداف الثورة واستكمال مهماتها واننا لا نستثني من ذلك اي طرف تتوفر فيه هذه الشروط دون ان انفي وجود محادثات في هذا الصدد مع اكثر من طرف فنحن نكاد نكون واثقين الان من ان المرحلة بصد فرز نسيج سياسي جديد مختلف عن النسيج الراهن تماما مثلما نحن واثقون من ان حجمنا في كل بناء سياسي قادم في البلاد سيكون مؤثرا ان لم نقل احد اهم المحددات السياسية والله ولي التوفيق