انتهت أشغال المؤتمر التأسيسي الموحد للتيار القومي التقدمي إلى انتخاب المكتب السياسي لحركة الشعب المتكون من السادة زهير المغزاوي ومحمد البراهمي وسعاد بيولي حرم الشفي وفتحي بالحاج ورضا الدلاعي وصالح الفرجاني ومحسن النابتي ورضا الآغا ومبروك ورشيد وبدر الدين القمودي وعمران المدوري. وكان الافتتاح الذي انعقد يوم الجمعة 24 فيفري 2012 بالعاصمة قد شهد حضورا جماهيريا كبيرا غصت به قاعة قصر المؤتمرات، وقد حضر المؤتمر عدد مهمّ من الضيوف من الاحزاب والشخصيات العربية من سوريا ولبنان ومصر وليبيا واليمن منهم عبد الحكيم جمال عبد الناصر نجل الزعيم المصري الراحل وهيثم مناع وسلطان العطواني وعدد من ممثلي وقادة الاحزاب السياسية والمنظمات الوطنية والجمعيات والشخصيات الوطنية التي عبرت عن دعمها لمؤتمر التوحيد. وقد شهدت الجلسة الافتتاحية حماسة عالية لدي المؤتمرين رفعت خلالها عديد الشعارات المناهضة للاستعمار والتدخل الامريكي في البلدان العربية والمساندة بنهج المقاومة وقد كان موقف الحاضرين واضحا من الوضع في سوريا حيث رفض اي تدخل عسكري كما ندد بمؤتمر اصدقاء سورية وقد رفعت عديد الشعارات المنددة بما يطبخ في الساحة الدولية ضد الشعوب العربية مثل «الشعب العربي شعب حر لا أمريكا ولا قطر ومقاومة مقاومة لا صلح ولا مساومة». وشهدت الجلسة الافتتاحية تململ بعض العناصر من حضور المعارض السوري هيثم مناع رغم موقفه المعارض لمؤتمر اصدقاء سوريا واستياءً ملحوظا من حضور بعض قيادات النهضة في رسالة واضحة مفادها استياء الحاضرين من حكومة حركة النهضة خاصة في ما يتعلق بسلوكها تجاه الوضع العربي ونقائص سياستها الداخلية. وقد شدد الضيوف العرب في الكلمات التي ألقوها على أهمية وحدة التيار القومي وعلى ترابط المصالح بين الشعوب العربية بما يفرضُ تعاونا وتكاملا لمواجهة الاخطار المحيطة. وفي الكلمة التي ألقاها السيد المغزاوي، أكد على ما عاناه التيار القومي التقدمي في تونس من اضطهاد وما قدمه من تضحيات من أجل خدمة القومية والحرية والعدالة مذكرا بالتضحيات التي قدمها الناصريون في ظل حكم الدكتاتورية مؤكدا علي عزمهم مواصلة النضال وبين السيد زهير المغزاوي رفض التيار التقدمي لكل اشكال الاستعمار تحت أي مسمى قاڈئلا «نحن نرفض ديمقراطية حلف الناتو وثوار حلف الناتو» وذكر ان مؤتمر اصدقاء سوريا يحمل في طياته شبهة. وكان السيد محمد البراهمي قد رحب بالضيوف في كلمة الافتتاح مبرزا حاجة الوطن العربي الى الفكر القومي الاصيل مذكرا بنضالات القوميين على الصعيد الوطني والقومي. ولاقت كلمة نجل الزعيم المصري جمال عبد الناصر عبد الكريم جمال عبد الناصر استحسان الحاضرين حيث ذكّر بترابط نضالات الشعبين المصري والتونسي ضد المستعمر واعتبر ان المؤتمر فاتحة لتوحيد التيارات القومية. هذا ولم تلاقي كلمة ممثل الحكومة التونسية أبو يعرب المرزوقي استحسان الحاضرين رغم دعوته لاتحاد الشباب العربي القومي والاسلامي ويذكر ان اغلب الضيوف من ممثلي وزعماء الاحزاب قد أعربوا عن ارتياحهم لتوحيد التيار القومي التقدمي في تونس بما سيمثله من دفع للنضال وحدّ من حالة التشتت.